[حوار حول آية {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم}]
  في أثر بعض، وكذلك أبو بكر خلف في إثر النبي ÷ فدل على أن إمامته حق، وبان أن ما ذكره هذا القدري تمويه وقصد لإدحاض الحق بالباطل.
  ثم قال [أي الفقيه]: وأما قوله [أي القرشي]: ومنها أن هذا يوجب عليهم أن يكون معاوية خليفة الله وكثير من بني أمية؛ فأما خليفة الله فلا نقول ذلك؛ لأن أبا بكر كان ينهى أن يقال له: يا خليفة الله، وكان يقال له يا خليفة رسول الله.
  ولا نقول إن معاوية خليفة في زمن علي # وأما بعد تسليم الحسن # الأمر إليه، ومبايعته إياه، وأمره الناس بذلك، فنقول: إنه خليفة لا لأجل التمكين في البلاد، ولكن لأجل المعنى الذي ذكرنا والشروط التي بيّنا.
  وأما ما ذكر عن مجاهد في الآية، وأن المراد بها أمة محمد ÷ فلم يصح هذا عنه، ولا أوصله إليه من طريق يصح بها النقل، ولو صححه لم يكن قوله حجة؛ لأنه ليس بصحابي، وقول الصحابي إنما يكون حجة إذا لم يكن له مخالف من الصحابة.
  وأما قول الشيعة: إن ذلك عند قيام المهدي؛ فلا دليل عليه، وقد ذكر أن الاستخلاف قد كان موجوداً فيما مضى، فما المعنى بتخصيصه لقيام(١) المهدي وتأخره إلى ذلك الوقت، وقد ذكرنا أنه كان موجوداً في زمن النبي ÷ فهل هذا إلا مناقضة لذلك، ومن تأمل أكثر كلام هذا الرجل في هذا المعنى وغيره وجد بعضه ينقض بعضاً والله المستعان.
  والجواب عن ذلك [المنصور بالله]: أن الأمر في جواب الفقيه صعب، لا لتدقيقه، ولا لتحقيقه، ولكنه لا يفهم ولا يسلِّم لمن يفهم، ولا يفزع إلى أهل العلم من مذهبه ليعلموه ما لا يعلم،
  ومِن العَنَاءِ عِتَابُ من لا يَرْعَوِي ... عن جَهْلِهِ وخِطابُ من لا يَفْهَمُ
(١) بقيام (نخ).