[دلالة قصة الرمانة على الوصية لأمير المؤمنين #]
  وأما الجوار لأبي بكر فلا عار فيه، وقد دخل رسول الله ÷ مرجعه من الطائف في جوار مطعم بن عدي، والقوة والسلطنة والتمكين لرسول الله ÷ إن كان علة ذلك الدخول في الجوار أو الخوف، فكان طلبهم رسول الله ÷ أكثر، ومعاداتهم له أشد، وهم أحرص على غيالته.
  فوعد الله تمكينه والأمن فأمنه، وما مات رسول الله ÷ حتى أحرز جزيرة العرب من عدن إلى عمان، إلى حفر أبي موسى، إلى تبوك، إلى صدر إيلة مسيرة مائتي مرحلة، فأبدلهم الله بعد خوفهم أمناً، ومكَّن لهم دينهم.
[دلالة قصة الرمانة على الوصية لأمير المؤمنين #]
  وأما حصول الفضائل التي تميز بها في المنزلتين - فلم يرو في أحد من الصحابة ولا أصحاب الآثار ما روي لعلي بن أبي طالب #، وأين من يقدر أن يدعي المعادلة ممن يستحي من الكذب.
  وإنما نذكر القليل بروايتنا عن السيد أبي طالب # قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن زيد الحسني، قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي - رضوان الله عليه - حدثنا أخي الحسين بن علي، عن محمد بن الوليد، عن سفيان، عن ابن جريج، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: بينا رسول الله ÷ يطوف بالكعبة؛ إذ بدت رمانة من الكعبة، فاخضرّ المسجد لحسن خضرتها؛ فمد رسول الله ÷ يده فتناولها، ومضى رسول الله ÷ في طوافه، فلما انقضى طوافه صلى في المقام ركعتين، ثم فرق الرمانة قسمين كأنها قدت بالسكين، فأكل النصف وأطعم علياً # النصف، فزنخت(١) أشداقهما لعذوبتها، ثم التفت رسول الله ÷ إلى أصحابه فقال: «إن هذا قطف من قطوف الجنة، ولا يأكله إلا نبي أو وصي نبي، ولولا ذلك لأطعمناكم».
(١) زنخ الدُّهن كفرح: تغير؛ تمت قاموس.