[اعتراف أبو بكر بأنه ليس بخليفة الله]
  فمن تولاه فقد تولاني، ومن تولاني فقد تولى الله، ومن أحبه فقد أحبني ومن أحبني، فقد أحب الله، ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله»(١).
  فهل يعلم الفقيه أن معاوية كان متولياً لعلي # في حياته أو بعد وفاته، أو كان محباً له في شيء من حالاته، أفلم يكن ينقص الحظ لحبه، ويعطي المال على بغضه، ويسفك الدم لمن امتنع من البراءة منه، وقد قال رسول الله ÷: «من أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله» وكيف يكون خليفة للمسلمين من كان يبغض رب العالمين والرسول الأمين –صلى الله عليه وآله الطيبين -.
  ومن أمالي السيد المرشد بالله # قال: أخبرنا محمد بن علي بن محمد بن أحمد المكفوف بقراءتي عليه بأصفهان، قال: أخبرنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة، قال: حدثنا عبدالله بن عبدالوهاب، قال: حدثنا محمد بن الحارث القرشي، قال: حدثنا محمد بن جابر، قال: حدثنا حبيب بن الشهيد، عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس ¥ قال: قال رسول الله ÷: «من سره أن يحيا حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل جنة عدن التي غرسها الله بيده، فليتول علي بن أبي طالب وأوصياءه،
(١) [أخرج حديث (أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي ... إلخ): الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ١٠٨) وقال: رواه الطبراني والكنجي في الكفاية (ص ٦٥) وأحمد في الفضائل (٢/ ٦٢٢) رقم (١٠٦٦) باختلاف في بعض الألفاظ].
(*) قال ¥ في التعليق: أخرجه عن عمار بن ياسر الكنجي، وأبو علي الصفار، وابن المغازلي، من ثلاث طرق، والمرشد بالله #، والطبراني، وابن عساكر، ومحمد بن سليمان الكوفي من طريقين. وكذا رواه محمد بن سليمان الكوفي عن علي بلفظ: «فإن ولاءه ولائي وولائي ولاء الله، وإن منكم من يسفهه حقه»، فقالوا: سمهم يارسول الله قال: «قد أمرت بالإعراض عنهم ...» إلخ، وليس في روايته ذكر: «ومن أحبه ... الخ»، وكذا رواه بإسناده عن الباقر، وقد مر ذكر ذلك عند ذكر حديث الغدير، والحمد لله. ورواه أبو القاسم محمد بن جعفر الحائري في كتابه إقرار الصحابة بسنده إلى ابن عمر عنه ÷ بنحو رواية محمد بن سليمان، وفيه: «أمرت بالإعراض عنهم»، وقد مضى ذكر من روى حديث الأصل في حاشية الجزء الأول عند حديث عمار، وكذا في هذا الجزء الرابع، تمت.