كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كيف يكون خليفة للمسلمين من يبغض ويسب أمير المؤمنين؟]

صفحة 387 - الجزء 4

  فهم الأولياء والأئمة من بعدي، أعطاهم الله علمي وفهمي، وهم عترتي من لحمي ودمي، إلى الله ø أشكو من ظالمهم من أمتي، والله لتقتلنهم أمتي لا أنالهم الله شفاعتي»⁣(⁣١).


(١) قال ¥ في التعليق: ولفظه في الحلية لأبي نعيم: «من سره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي فليوال علياً من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بالائمة من بعدي؛ فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، ورزقوا فهما وعلما فويل للمكذبين من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي» [حلية الأولياء (١/ ..)] انتهى من شرح نهج البلاغه. وأخرجه الطبراني في الكبير بلفظ: «وليقتد بأهل بيتي من بعدي فإنهم عترتي الخ» [المعجم الكبير (٥/ ١٩٤) رقم (٥٠٦٧)] أخرجه عن ابن عباس.

ورواه محمد بن سليمان الكوفي بسنده إلى محمد بن علي قال: قال رسول الله ÷: «من سره ... إلى قوله: فليتول علي بن أبي طالب والأخيار من ذريتي». وكذا رواه بإسناده إلى عمران بن الحصين بلفظ: «فليحب علياً وذريته، فإنهم لن يخرجوكم من باب هدىً، ولن يدخلوكم من باب ضلال» تمت. وأخرجه الكنجي [كفاية الطالب (ص ١٨٧)] كما رواه أبو نعيم في الحلية، وقال: أخرجه صاحب الحلية كما أخرجناه تمت مناقبه.

وأخرج الحاكم أبو القاسم بإسناده عن علي # عنه ÷ أنه قال: «من أحب أن يركب سفينة النجاة، ويتمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل الله المتين فليأتم عليا، وليأتم بالهداة من ولده» [شواهد التنزيل (١/ ١٣٠) رقم (١٧٧)] انتهى شواهد التنزيل.

نعم، ويحمل قوله ÷: «والأئمة» في حديث المرشد بالله عن ابن عباس، وكذا في حديث الحلية على ولد فاطمة؛ لقوله ÷: «إن لكل بني أب عصبة ينتمون إليها إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وعصبتهم، وهم عترتي خلقوا من طينتي، ويل للمكذبين بفضلهم، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله»، أخرجه ابن عساكر عن جابر، وقد مر في حاشية الجزء الثاني. تمت. وما ذكر هنا شواهد لما مر من حديث زيد بن أرقم الذي قال الفقيه: (إن زيادة وذريته فيه من الكيس) فراجعه في الجزء الثاني.

قوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}⁣[النساء: ٥٩]، قال علي: من هم يا رسول الله؟ قال: «أنت أولهم»، رواه الحاكم عن سليم بن قيس الهلالي عن علي.

وروى الحاكم أيضا بإسناده عن مجاهد في قوله تعالى: {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} قال: نزلت في علي حين قال ÷: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى ... الخ» فولاه الله الأمر بعد محمد ÷ في حياته، وأوجب طاعته على العباد، وحرم خلافه.

=