[استدلال الفقيه بخبر صلاة أبي بكر بالناس على إمامته]
  ونقلتها وأسماء رجالها، ولقد نقله عدة من الصحابة عن النبي ÷ سوى عائشة وحفصة.
  وأوردناه في رسالتنا الدامغة عن عبدالله بن زمعة بن الأسود، وأورده الترمذي في شمائل النبي ÷ عن سالم بن عبيد، ورواه أنس بن مالك، وأبو موسى الأشعري وغيرهما.
  واحتج به علي # على عبدالله بن الكوا وقيس بن عبادة حين سألاه عن مسيره لما فرغ من قتال الجمل، وأورده أهل الحديث في عامة الكتب التي نقلوها عن النبي ÷، حتى صار من المشهور الذي لا يدفعه دافع، ولا ينكره منكر إلا معاند ضال مضل، وسنورد مما قلناه طرفاً هاهنا على سبيل الاختصار.
  والوجه الثاني: أن عائشة هي التي كانت تراجع النبي ÷ في دفع الأمر عن أبيها وتقول: إن أبا بكر أسيف(١)، ومتى يقم مقامك يبكي(٢) فلا يستطيع، فَمُرْ عمر فليصل بالناس، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس؛ فعادت لمقالتها الأولى وقالت: فَمُرْ عمر فليصل بالناس؛ فقال: «إنّكنَّ لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصلّ بالناس».
  قالت: علمتُ أن الناس لا يحبون أحداً قام مقام النبي ÷ بل يتشاءمون به، وكانت تحب صرف الأمر عنه.
  ولعلمنا أن القدرية أعداء الله وأعداء رسوله يسارعون إلى الطعن عليها برواية هذا الحديث، عدلنا عنها صيانة لها، وحراسة عما يقول المفترون، ويعتمد عليه المبطلون، وذكرنا رواة سواها، فأعمى الله أبصارهم، وأظهر هذا الرجل ما في قلبه من الحقد والعداوة للسلف الصالحين، وما يعتقده من الطعن والبغض على الصديق أمير المؤمنين، وجاء بحديث منقطع مكذوب، وجادل بالباطل
(١) الأسيف: الشيخ الفاني والسريع الحزن والرقيق القلب؛ تمت قاموس.
(٢) هكذا وردت والأولى: يبك؛ لأنها مجزومة.