[بطلان أخبار صلاة أبي بكر بالناس]
  ÷ مع القوم، صلاها في ثوب واحد، متوشحاً خلف أبي بكر.
  هذا كما ترى ينافي ما سبق؛ لأن فيه أنه ÷ صلى خلف أبي بكر، وفي الأحاديث المتقدمة أنه أومى إليه بأن لا يبرح مكانه.
  وفي الحديث الذي أنهاه إلى الحسن قال: مرض رسول الله ÷ عشرة أيام، وكان أبو بكر يصلي بالناس تسعة أيام، فلما كان يوم العاشر وجد رسول الله ÷ خفة، فخرج يتهادى بين الفضل بن العباس، وأسامة بن زيد، فصلى خلف أبي بكر.
  وهذا أيضاً ينقض ما سبق؛ لأن الخروج بين الفضل وأسامة بن زيد، يناقض الخروج بين بريرة ورجل؛ لأن الفضل وأسامة لا يكون أحدهما بريرة، وهما مشهوران، فلا يكنى عن أحدهما برجل آخر وقيل في بعض الأخبار إن الرجل الآخر علي بن أبي طالب #.
  فكيف يتوهم في هذه الأحاديث المتنافية الصحة، وينافي الأحاديث التي فيها أن رسول الله ÷ رُفِعَت عنه الستور وهو في الخميصة كأنه ورقة بيضاء، وكذلك الحديث الآخر كأن وجهه ورقة مصحف.
  ثم أُرْخِيت الستور فمات من يومه، وفي بعضها: فأُرْخِيت الستور فلم أره بعد ذلك، وفي بعضها: ورسول الله ÷ يتبسم.
  وهذا الحديث المرتقب يقضي بأن رسول الله ÷ مات في اليوم العاشر، فكيف يخرج في اليوم العاشر بين بريرة ورجل آخر، وينقلب الرجل المجهول أو بريرة الفضل بن العباس وأسامة؟ وكيف تُرخَى الستور وفي الحديث أنه خرج.
  فليتأمل ذلك الناظر بعين البصيرة، فإنها أمور لا تغبى على المتوسم، ولا يعمى عنها إلا أعمى البصيرة حائر الذهن كليل المعرفة.
  وقد ذكرنا معظم ما يلزم في هذه الأحاديث من التناقض الدال على اختلال الرواية، ويكفيك في هذه دلالة على الإختلال أنه لم يرو ذلك أحد من أهل البيت $ وهم