[رواية الفقيه عن علي (ع) في شأن الشيخين]
  قال: حدثنا أبو معاوية الضرير، عن أبي بكر الهذلي، عن الحسن، قال: دخل عبدالله بن الكوا وقيس بن عبادة على علي بن أبي طالب # بعدما فرغ من قتال الجمل فقالا له: أخبرنا عن مسيرك هذا الذي سرته، أرأي رأيته حين تفرقت الأمة واختلفت الدعوة أنك أحق الناس بهذا الأمر؛ فإن كان رأياً رأيته، أجبناك في رأيك، وإن كان عهداً عهد إليك رسول الله ÷ فأنت الموثوق والمأمون على رسول الله ÷ فيما تحدث عنه.
  قال: فتشهد علي # قال: وكان القوم إذا تكلموا تشهدوا قال: فقال: (أما أن يكون عندي عهد من رسول الله ÷ فلا والله، ولو كان عندي عهد من رسول الله ÷ ما تركت أَخَا تَيْم بن مرة ولا ابن الخطاب على منبره، ولو لم أجد إلا يدي هذه، ولكن نبيكم ÷ نبي الرحمة لم يمت فجأة ولم يقتل قتلاً، مرض ليال وأياماً، وأياماً وليالي يأتيه بلال فيؤذنه بالصلاة فيقول: «مروا أبا بكر فليصل بالناس» وهو يرى مكاني. فلما قُبِض رسول الله ÷ نظرنا في أمرنا، فإذا الصلاة عضد الإسلام وقوام الدين، فرضينا لدنيانا من رضي رسول الله ÷ لديننا، فولينا الأمر أبا بكر. فأقام أبو بكر | بين أظهرنا الكلمة جامعة، والأمر واحد لا يختلف عليه منا اثنان، ولا يشهد أحد منا على أحد بالشرك، ولا يقطع منه بالبراءة؛ فكنت والله آخذ إذا أعطاني، وأغزو إذا أغزاني، وأضرب بيدي هذه الحدود بين يديه. فلما حضرت أبا بكر الوفاة ولاها عمر فأقام عمر | بين أظهرنا الكلمة جامعة، والأمر واحد لا يختلف عليه منا اثنان، ولا يشهد أحد منا على أحد بالشرك، ولا يقطع منا بالبراءة؛ فكنت والله آخذ إذا أعطاني، وأغزو إذا أغزاني، وأضرب بيدي هذه الحدود بين يديه، فلما حضرت عمر الوفاة ظن أنه إذا استخلف خليفة فيعمل ذلك الخليفة خطيئة إلا لحقت عمر في قبره، فأخرج منها ولده وأهل بيته، فجعلها في ستة رهط من أصحاب رسول الله ÷ كان فينا عبدالرحمن بن عوف فقال: هل لكم أن