[قول معاوية لعلي (ع): وتقاد كما يقاد الفحل المخشوش حتى تبايع وأنت كاره، وجواب علي (ع) عليه]
= وأنفسهما غنما، وأعظم بها غنيمة، وإن أبيا أعطيتهما حد السيف، وكفى به ناصراً لِحَقٍ وشافياً من باطل.
وروى أبو مخنف عن زيد بن صوحان قال: (شهدت علياً # بذي قار يخطب، فقال: الحمد لله على كل أمر، وساق إلى قوله: ثم استخلف الناس أبا بكر فلم يأل جهده، ثم استخلف أبو بكر عمر فلم يأل جهده، ثم استخلف الناس عثمان فنال منكم ونلتم منه، حتى إذا كان من أمره ما كان أتيتموني لتبايعوني. ... إلى قوله: فبايعتموني وأنا غير مسرور بذلك ولا جذل. ... إلى قوله: وبايعني طلحة، والزبير، وأنا أعرف الغدر في أوجههما، والنكث في أعينهما، ثم استأذناني في العمرة، فأعلمتهما أن ليس العمرة يريدان، فسارا إلى مكة واستخفا عائشة وخدعاها، وشخص معهما أبناء الطلقاء، فقدموا البصرة فقتلوا بها المسلمين، وفعلوا المنكر. وياعجباً لاستقامتهما لأبي بكر، وعمر، وبغيهما علي، وهما يعلمان أني لست دون أحدهما، ولو شئت أن أقول لقلت، ولقد كان معاوية كتب اليهما من الشام كتاباً يخدعهما فيه، فكتماه عني، وخرجا يوهمان الطغام أنهما يطلبان بدم عثمان. والله ما أنكرا علي منكراً، ولا جعلا بيني وبينهم نصفاً، وإن دم عثمان لمعصوب بهما، ومطلوب منهما، يا خيبة الداعي إلامَ دعا، وبماذا أجيب، والله إنهما لعلى ضلالة صمَّاء وجهالة عمياء. ... إلى قوله: ثم رفع يده فقال: اللهم إن طلحة، والزبير قطعاني، وظلماني، وألَّبَا عليَّ، ونكثا بيعتي، فاحلل ما عقدا، وانكث ما أبرما، ولاتغفر لهما أبداً، وأرهما المساءة فيما عملا وأمَّلا. قال أبو مخنف: فقام إليه الأشتر فقال: الحمد لله الذي من علينا فأفضل، وأحسن إلينا فأجمل، قد سمعنا كلامك يا أمير المؤمنين، ولقد أصبت، ووفقت، وأنت ابن عم نبينا، وصهره ووصيه، وأول مصدق به، ومُصَلٍ معه، شهدت مشاهده كلها فكان لك الفضل فيها على جميع الأمة، فمن تبعك أصاب حظه، واستبشر بفلجه، ومن عصاك، ورغب عنك فإلى أمه الهاوية.
لعمري يا أمير المؤمنين ما أمر طلحة والزبير وعائشة علينا بمخيل، ولقد دخل الرجلان فيما دخلا فيه، وفارقا على غير حدث أحدثت، ولا جور صنعت، فإن زعما أنهما يطلبان بدم عثمان، فَلْيُقِيدَا من أنفسهما؛ فإنهما أول من ألَّب عليه وأغرى الناس بدمه. وأشهد اللَّه لئن لم يدخلا فيما خرجا منه لنلحقنهما بعثمان؛ فإن سيوفنا في عواتقنا، وقلوبنا في صدورنا، ونحن اليوم كما كنا أمس. ثم قعد) انتهى.
[قول معاوية لعلي (ع): وتقاد كما يقاد الفحل المخشوش حتى تبايع وأنت كاره، وجواب علي (ع) عليه]
وروى نصر بن مزاحم المنقري عن عمر بن سعد عن أبي ورقاء: أن معاوية كتب إلى علي # كتاباً، وذكره، وفيه: (فكلهم حسدت، وعلى كلهم بغيت، عرفنا ذلك في نظرك الشزر، وقولك الهجر، وتنفسك الصعداء، وإبطائك عن الخلفاء، تقاد إلى كل منهم كما يقاد الفحل المخشوش حتاتبايع وأنت كاره ... إلخ).
فأجابه علي # بجواب وفيه: (وذكرت حسدى الخلفاء وإبطائي عنهم وبغيي عليهم، فأما البغي فمعاذ =