[أمر النبي ÷ عليا بالسكوت إن لم يجد أعوانا]
  ÷ حتى مضى على أجله ذلك.
  ثم ولى الأمر بعده عمر، واستأمر المسلمين في هذا، فمنهم من رضي به ومنهم من كره، فكنت فيمن رضي به، فلم يفارق الدنيا حتى رضي به - يريد عمر من كان كرهه منا، أقام الأمر على منهاج النبي ÷ وصاحبه يتبع آثارهما، كاتباع الفصيل أثر أمه.
  وكان والله رفيقاً رحيماً بالضعفاء والمؤمنين، عوناً وناصراً للمظلومين على الظالمين؛ لا تأخذه في الله لومة لائم.
  ثم ضرب الله ø بالحق على لسانه، وجعل الصدق من شأنه، حتى كنا نظن أن ملكاً ينطق على لسانه فأعز الله بإسلامه الإسلام، وجعل هجرته للدين قواماً، وألقى الله ø له في قلوب المنافقين الرهبة، وفي قلوب المؤمنين المحبة، شبهه رسول الله ÷ بجبريل # فظاً غليظاً على الأعداء، وبنوح حنقاً مغتاظاً على الكفار.
  الضراء على طاعة الله ø آثر عنده من السراء على معصية الله ø؛ فمن لكم كمثلهما - رحمة الله عليهما، ورزقنا المضي على أثرهما، والحب لهما، فمن لكم بمثلهما فإنه لا يبلغ مبلغهما إلا باتباع أثرهما، والحب لهما، فمن أحبني فليحبهما، ومن لم يحبهما فقد أبغضني وأنا منه بريء، ولو كنت قد تقدمت إليكم في أمرهما لعاقبت على هذا أشد العقوبة، ولكنه لا ينبغي لي أن أعاقب قبل التقدم وإلا فمن أُتيت به يقول هذا بعد اليوم، فإن عليه ما على المفتري.
  ألا وإن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر ® ثم الله أعلم بالخير أين هو(١)، أقول قولي هذا ويغفر الله لي ولكم.
(١) قال ¥ في التعليق: لعل الراوي أراد توقف علي # في الأفضل منه، ومن عثمان الذي قال فيه لما حاصره المسلمون: (والله لقد دافعت عنه حتى خشيت أن أكون آثماً). وقال فيمن طالب بدمه: (إنهم ليطلبون بدم حمال الخطايا الخ). قال علي بن الحسين صاحب المحيط: والخبر المشهور أن عثمان قال =