[بداية جواب الإمام على مزاعم فقيه الخارقة وتفنيد رواياته]
  كانت أمه تشبه بالحور العين، وهي أشبه الخلق بفاطمة بنت رسول الله ÷ وكان إذا قيل: من أفصح الناس؟ قيل: عبدالله بن الحسن، وإذا قيل: من أسخى(١) الناس؟ قيل: عبدالله بن الحسن، وإذا قيل: من أعلم الناس؟ قيل: عبدالله بن الحسن، وإذا قيل: من أعبد الناس؟ قيل: عبدالله بن الحسن، ولذلك سمي الكامل.
  ثم إن الحديث المتصل(٢) بزيد بن علي # الذي تواترت فيه الآثار عن رسول الله ÷ ومن علي # وحديثه من حديث رسول الله ÷؛ لأن العلم بذلك لا يكون إلا من قبل الرسول ÷ لأنه غيب، ولا يعلم الغيب إلا الله أو من ارتضى من رسول ÷ علمه ما يتعلق به الصلاح، ويودعه الرسول وصيه، فيبقى في أهل بيته المصطفين –سلام الله عليهم أجمعين - وإنما نروي ما يكون كالإشارة مما يدل على ما رواه لمحبتنا الاختصار وإن كان الكتاب قد اتسع للتكرار.
  من ذلك: ما روينا بالإسناد المتقدم إلى السيد أبي طالب # قال: أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن محمد البغدادي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق بن جعفر الكوفي، قال: حدثني عمر بن محمد البصري النميري، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي، قال: حدثنا مخزوم محمد بن هشام المرادي، قال: حدثنا السري بن عبدالله السلمي، عن هشام بن اليزيد، عن أبي حفص المكي، قال: لما رحل الحسين بن علي @ إلى الكوفة سرت معه فنزل ماء من مياه بني سليم فأمر غلامه فاشترى شاة فذبحها، فجاء صاحبها فلما رأى هيئة الحسين # وأصحابه رفع صوته فقال: أعوذ بالله وبك يا ابن رسول الله هذا اشترى شاتي وذبحها ولم يدفع إليّ الثمن.
(١) أسمح (نخ).
(٢) المتصل: خبر (إن) ولو أتى بضمير الفصل لكان أوضح؛ تمت من الإمام الحجة/مجدالدين المؤيدي #.