[بداية جواب الإمام على مزاعم فقيه الخارقة وتفنيد رواياته]
  فغضب الحسين غضباً شديداً ودعا غلامه وسأله عن ذلك فقال: قد والله يا ابن رسول الله أعطيته ثمنها وهذه البينة فسألهم # فشهدوا أنه أعطاه ثمنها، وقالت البينة أو قال بعضهم: يا ابن رسول الله رأى هيأتك فصاح إليك لتعوضه، فأمر له الحسين # بمعروف.
  فقال له علي بن الحسين #: ما اسمك يا أعرابي؟ فقال: زيد، فقال: ما بالمدينة أكذب من رجل اسمه زيد، وكان بالمدينة رجل يسمى زيداً يبيع الْخُمُر.
  قال: فضحك الحسين # حتى بدت نواجذه ثم قال: مهلاً يا بني لا تعيره باسمه فإن أبي # حدثني أنه سيكون منا رجل اسمه زيد يخرج ويقتل، فلا يبقى في السماء ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا تلقى روحه، ثم يرفعه أهل كل سماء إلى سماء فقد بَلَغَت، يُبْعَث هو وأصحابه يتخللون رقاب الناس يقال: هؤلاء خلف الخلف ودعاة الحق.
  فكيف تجعل سالم بن عبيد وابن شهاب وهو لسان بني أمية والخاصة لهشام بن عبدالملك الجبار العنيد(١)، وأبا بردة بن أبي موسى، أتعجب من الولد أو من
(١) قال ¥ في التعليق: وقد عد الزهري وعروة ابنُ أبي الحديد في رواية أبي جعفر الإسكافي من المنحرفين [عن علي]. وروى أن علي بن الحسين @ دخل عليهما، وقد نالا من علي فجبههما، وأغلظ لهما فراجعه في شرح النهج. وكان عند الزهري حديثان عن عروة عن عائشة في أحدهما: إن علياً والعباس يموتان على غير ملتي، وفي الآخر نحوه. تمت شرح نهج البلاغة.
قال في الإقبال روي عن أبي جعفر أن الزهري قال لعلي بن الحسين #: كان معاوية يسكته الحلم وينطقه العلم، فقال: (كذبت يا زهري، بل كان يسكته الحصر، وينطقه البطر، وأَيُّ حلم مع من سفه الحق، ورد الشرع، وحمل الأدعياء على بناته، وأظهرهم على أخواته).
قال شريك بن عبد اللَّه النخعي وقد وصف معاوية عنده بالحلم: (ليس بحليم من سَفِهَ الحق، وقاتل علياً)، تمت إقبال.
وكذلك صرح بجرحه القاسم بن إبراهيم #.
وحكى الذهبي عنه أنه قال: (نشأت وأنا غلام، فاتصلت بعبد الملك بن مروان، ثم توفي عبد الملك، فلزمت ولده الوليد، ثم سليمان، ثم عمر بن عبد العزيز، ثم لزمت هشام بن عبد الملك؛ فصيرني =