كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[تعليقات على الفقيه عند ذكره المشائخ وزوجتي النبي ÷]

صفحة 426 - الجزء 4

  كل حديث، ويروم إثبات الإمامة لنفسه، واتصالها به فلا يقبل منه ما روى في ذلك أبداً؛ لأنه يشهد في ذلك لنفسه وشهادة المرء لنفسه غير مقبولة.

  فالجواب [المنصور بالله]: أما عائشة وحفصة فَلِتُهْمَتِنَا لهما وجه صحيح، وهو أن عائشة خرجت على إمام الحق وحاربته⁣(⁣١)، والخروج عليه جرم كبير، إلا أن يصغره الفقيه بعلمه، ويُخرِّج علينا من ذلك ما يجب لنا به العداوة، لإساءة الظن بأبي بكر وعمر، وإساءة الظن بهما أنا لا نعتقد إمامتهما، فيحصل من ذلك عظم جرمنا ومعصيتنا، ولا يحصل من الخروج على علي # معصية؛ فهذا هو العلم الغريب والفهم العجيب.

  ولأنهما تظاهرتا على أبينا رسول الله ÷ فأنزل الله فيهما: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ}⁣[التحريم: ٤]، وصالح المؤمنين عندنا علي بن أبي طالب #.

  وروينا في ذلك من طريق الفقيه الحافظ تاج الدين أحمد بن أحمد بن الحسن البيهقي البروقاني يرفعه إلى الحاكم أبي سعيد صاحب التفسير الجامع أنه ذكر فيه أقوالاً؛ أحدها: أن المراد بصالح المؤمنين علي # وذكره بهذا الإسناد في كتاب


(١) قال ¥ في التعليق: (وأما حفصة فكانت تغني أيام خروج علي إلى قتال أهل البصرة فارحةً بقتالهم له ونكثهم، وتقول:

ما الخبر ما الخبر ... قالوا علي في السفر

كالفرس الأشقر ... إن تقدّم عُقِر أو تأخر نُحِر

فدخلت عليها أم كلثوم ^ وقالت لها: لئن تظاهرتما عليه هذا اليوم، لقد تظاهرتما على أخيه من قبل ... الخ) ما رواه في شرح النهج تمت. وفي آخر الخبر أنها استغفرت، وقالت لأم كلثوم: كُفِّي يرحمك اللَّه. وسبب هذا أنها كتبت إليها عائشة تبشرها؛ فقالت: إن علياً قد صار كالفرس الأشقر، إن تقدم عُقِر، وإن تأخر نُحِر، فأمرت حفصة جواريها أن يتغنين ويضربن بالدفوف وأمرتهم أن يقلن: ما الخبر ... إلخ. وهذا الحديث عن عائشة وحفصة، قال أبو مخنف: رواه جرير بن يزيد عن الحكم، ورواه الحسن بن دينار عن الحسن البصري، وذكر الواقدي مثله، وذكر المدايني أيضاً مثله، ورواه محمد بن جعفر في كتابه إقرار الصحابة بسنده إلى محمد بن عمار.