كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[معنى السنة والجماعة]

صفحة 428 - الجزء 4

  وأصاب من دنياهم نصيباً وافراً.

  وأما ابن زمعة وابن عبيد فلا يساويان عبدالله بن الحسن وزيد بن علي @ وقد روينا أن رسول الله ÷ قال: «من شاء أن يصلي فليصل» ثم خرج فصلى بالناس إذ لا يجوز أن يتقدمه غيره⁣(⁣١).

[معنى السنة والجماعة]

  وأما قوله [أي الفقيه]: إن إمامه متهم عند أهل السنة - فالشك في غير ذلك، ولم يحصل لهم هذا الاسم الشريف أنهم أهل السنة إلا بالاستمرار على سبّ علي #، وأما أهل هذا العصر منهم فقد تركوا إظهار اللعن، وبقي معناه بتولي معاوية، وتخطية من سبه، وعلي # سبه.

  وحصل لهم اسم الجماعة باعتقاد إمامة معاوية بعد تخلي الحسن # من التصرف في الأمة لعدم الناصر، وغلبة الظلم والعدوان، فكيف ينكر منهم إمام الشيخ المذكور التهمة له والطعن والسب والتكذيب.

  وذلك قاعدة دينهم وعنوان يقينهم، لا يكون السني سنياً على الحقيقة ما لم يكن منقطع القرين في حب معاوية وآل معاوية، سمج الحال في علي وآل علي.

  وأكبر برهان لك على نفسك أنك لا واليت لآل محمد ÷ ولياً ولا باريت عدواً، فكيف يستعظم صاحب العصر من ذريتهم تهمتك له أنت وأهل سنتك؟ هذا بعيد المرام صعب اللزام، ولهذا قال الصاحب الكافي |:

  حُبُّ عليِّ بنِ أبي طَالِبٍ ... هُو الذي يَهْدِي إلى الْجَنَّهْ⁣(⁣٢)


(١) أي بغير إذنه؛ لأنه ÷ قد صلى خلف غيره كما سبق. تمت.

(٢) قال ¥ في التعليق: أخرج محمد بن يوسف الكنجي بإسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول الله [÷]: «حب علي بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب» [كفاية الطالب (ص ٢٩٠) جواهر العقدين (ص ٢٦٥)] وأخرجه تمام وابن عساكر عن ابن عباس.

روى محمد بن سليمان الكوفي عن عبد اللَّه بن لهيعة عن ابن الزبير عنه ÷ أنه قال لعلي #: «إني سألت اللَّه أن يجمع الأمة عليك وأبى ذلك حتى يبلو بعضهم ببعض ليميز الخبيث من الطيب، =