كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلام جميل في ذكر أهل البيت (ع) وشيعتهم]

صفحة 438 - الجزء 4

  فنحن أمان لأهل الأرض الولي منهم والعدو من عذاب الاستئصال للمجرمين والمعاندين، وقد قال ÷: «فويل لمن خذلهم» ولا خِذْلان أعظم من ترك النصرة على الأعداء باليد واللسان.

  فما يكون حال من عاداهم وناصبهم وعاندهم؟ ولا عناد أكبر من قول الفقيه: إنه لا يقبل منا هو وأهل مقالته شيئاً أبداً؛ فما ذنبنا إذا لم يقبل الحق منا؟ وعلى من الجرم؟ على من يعرض الحق ولا يقبل منه؟! أو على من رده؟

  فلو كان الأول لكان الأنبياء $ أكثر الناس جرماً؛ لأن الناس لم يقبلوا منهم وكذبوهم وآذوهم، وكل هذا فعل من تقدم من أعداء آبائنا الأئمة $ حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، ولنا في آبائنا $ قدوة حسنة وأسوة مستحسنة، ونحن أهل بيت البلوى، ومعدن الصبر على السراء والضراء، وعند البأس واختلاط الدماء.

  ولذلك تقلقل الجبابرة على فرشهم لأقل قليل يوجد من مخافتنا وظهور كلمتنا؛ لأن الحق والباطل لا يجتمعان، وسيفان في غمد إذاً لا يصلحان، كم بين من شغله قراءة القرآن وتصريف المران⁣(⁣١)، وبين من شغله سماع الألحان،


= ورواه أيضاً عن علي # قال: قال رسول الله : «النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض» قال أخرجه أحمد في المناقب.

ورواه في ذخائر العقبى عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ÷ «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس» قال: أخرجه الحاكم، وقال الحاكم في المستدرك: هذا حديث صحيح، ولم يخرجاه.

ورواه في الذخائر عن إياس بن سلمة عن أبيه قال: قال رسول لله ÷: «النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي» قال: أخرجه أبو عمر الغفاري، ورواه الحاكم الجشمي عن سلمة بن الأكوع.

وفي عمدة ابن البطريق من مسند أحمد بن حنبل عن علي # قال: قال رسول اللَّه ÷: «النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت النجوم ذهبوا، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض» انتهى.

(١) الرماح الصلبة.