كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[تعليق الإمام (ع) على ذكر الفقيه للإمام الناصر بلفظ التعريف]

صفحة 462 - الجزء 4

  والجواب [المنصور بالله]: أن إعادته لذكر لفظة الناصر إن كان القصد بها إعادة مثل ما ورد فذلك جائز، وإن كان على وجه الإستهزاء فـ: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ١٥}⁣[البقرة].

  فهو الناصر الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي زين العابدين بن الحسين سيد شباب أهل الجنة بن علي بن أبي طالب $ قام بالديلم وأوغل في بلاد الكفار وهم يعبدون الشجر والحجر.

  فأقام حجج الله تعالى عليهم وبراهينه، فضارَبَ من عانده في ذلك بالسيف حتى رجع على يديه # من الشرك ألف ألف⁣(⁣١) كافر، منهم مائة ألف أسلموا وهم أرغال⁣(⁣٢) فأمر بتطهيرهم، فكانوا يصفون صفوفاً والمطهرون يطهرونهم بالختان.

  وكان يرد بين الصفين متقلداً لسيفه ومصحفه ويقول: أنا ابن رسول الله ÷ وهذا كتاب الله فمن أجاب إلى هذا وإلا فهذا؛ ومن قوله في مقامات الحرب:

  شَيْخٌ شَرَى مُهْجَتَهُ بالْجَنَّهْ ... واسْتَنّ ما كان أبُوه سَنّهْ

  ولَمْ يزلْ عِلْمُ الكتابِ فَنَّهْ ... يُجَاهِدُ الكُفَّارَ والأَظِنَّهْ

  بِالْمِشْرَفِيَاتِ وَبِالأَسِنَّهْ

  وله العلم والتصانيف الجمة على فرق الضلالة من الجبرية والقدرية، وله في الفقه تصانيف جمة، وهو نسيج وحده في علم الأدب، وتفسير القرآن، وإرشاد الضُلاَّل، وسائر أنواع العلوم على تنوعها.


(١) عدد من أسلم على يدي الناصر للحق #.

(٢) جمع أرغل: من لم يختن؛ لأن الرُّغلة بالضم هي القلفة بالضم وتحرك: جلدة الذكر. انتهى (من القاموس معنى).