كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[روايات العترة في قصة البيعة لأبي بكر]

صفحة 479 - الجزء 4

  والله يعلم أنه كان براً تقياً؛ ثم وُلِيتُ فقالا: عق وظلم.

  قال: وحدثني السيد أبو الحسين علي بن أبي طالب، قال: أخبرنا الشريف أبو عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي، قال: حدثنا محمد بن حميد بن الحسين بن حميد اللخمي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن سهل بن هارون العسكري في سنة ثلاثين وثلاثمائة، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا ابن بشر إملاء، قال: حدثنا عبدالله بن عمر، قال: حدثنا زيد بن أسلم أنه قال حين بُويِع لأبي بكر بعد رسول الله ÷: كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله ÷ ويتراجعان في أمرهما، فلما بلغ عمر ذلك خرج حتى دخل على فاطمة فقال: يا ابنة رسول الله ÷ والله ما من الخلق أحد أحب إلينا من أبيك وما من أحد أحب إلينا منك بعد أبيك، وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بهم أن يحرق عليهم⁣(⁣١).


(١) قال ¥ في التعليق: وهذا الخبر رواه أبو بكر الجوهري بلفظ: (لما بويع لأبي بكر كان الزبير والمقداد يختلفان في جماعة من الناس إلى علي وهو في بيت فاطمة فيتشاورون، ويتراجعون أمورهم، فخرج عمر حتى دخل على فاطمة &، وقال: يا ابنت رسول اللَّه ÷ إلخ) ما في الأصل.

ورواه ابن عبد البر بإسناده إلى زيد بن أسلم في الاستيعاب إلا أنه قال عمر: (لأفعلن ولأفعلن).

وروى أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري بإسناده إلى غسان بن عبد الحميد قال: (لما أكثر في تخلف علي # عن بيعة أبي بكر، واشتد أبو بكر وعمر عليه في ذلك، خرجت أم مسطح بن أثاثة فوقفت عند القبر وقالت: كانت أمور وأنباء وهينمة ... إلخ).

قال لعلي # قائل: (يا أمير المؤمنين أرأيت لو كان رسول ÷ ترك ولداً ذكراً قد بلغ الحلم وأنس منه الرشد، أكانت العرب تسلم إليه أمرها؟ قال: لا، بل كانت تقتله إن لم يفعل ما فَعَلْتُ. إن العرب كرهت أمر محمد ÷ وحسدته على ما آتاه اللَّه من فضله، واستطالت أيامه حتى قذفت زوجته، ونَفَّرَتْ به ناقَتَه، مع عظيم إحسانه إليها، وجسيم منته عندها، وأجمعت منذ كان حياً على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته. ولولا أن قريشاً جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة، وسلماً إلى العز والإمرة، لما عبدت الله بعد موته يوماً واحداً، ولارتدت في حافرتها، وعاد قارحها جذعاً، وبازلها بكراً. ثم فتح اللَّه عليها الفتوح فَأَثْرَت به بعد الفاقة، وتَموَّلت بعد الجهد والمخمصة، فَحَسَّن في عيونها من الإسلام ما كان سمجاً، وثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطرباً، وقالت: لولا أنه حق لما كان =