كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[روايات العترة في قصة البيعة لأبي بكر]

صفحة 478 - الجزء 4

  وروى جميع أهل السنن أن أمير المؤمنين # والعباس لما تنازعا في الميراث وتخاصما إلى عمر قال عمر: من يعذرني من هذين، وُلِي أبو بكر فقالا: عق وظلم


= قال الإمام الحسن بن بدر الدين: وبلغنا أن علياً لما امتنع من البيعة لأبي بكر هموا بقتله، حتى روي أن أبا بكر قال في الصلاة ... إلخ. قال: وهذا في كتاب المعتمد لأبي القاسم البستي.

وروى في المحيط بالإمامة بإسناده إلى أبي جعفر عن أبيه عن جده الحسين بن علي قال: قال أبو بكر لخالد بن الوليد: إذا صليتُ الصبح وسلمتُ فاقتل علياً إلخ.

ورواه أيضاً بإسناده إلى ابن عباس، وروى بإسناده إلى محمد بن سالم الخياط قال سمعت زيد بن علي يقول: (إن ابا بكر أمر خالد بن الوليد ... الحديث).

وروى حديث أبي جعفر عن الحسين السبط الإمام أبو العباس الحسني قال: (قال أبو بكر ... إلخ).

وقال: أخبرنا الرواة بذلك عن ابن عباس. تمت من أنوار اليقين باختصار.

ولابن أبي الحديد فيه كلام مع شيخه النقيب أبي جعفر العلوي، وقد مر ذكر الروايات للإمام # قال في شرح النهج: سألت النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي | فقلت: إني لأعجب من علي كيف بقي تلك المدة الطويلة بعد رسول اللَّه ÷، وكيف ما قتل وفتك به في جوف منزله مع تلظي الأكباد؟ فقال: لولا أنه أرغم أنفه بالتراب، ووضع خده في حضيض الأرض لقتل، ولكنه أخمل نفسه واشتغل بالعبادة، وخرج عن ذلك الزي الأول، ونسي السيف، وصار كالفاتك يتوب. ولما أطاع القوم الذين ولوا الامر وصار أذل لهم من الحذاء⁣[⁣١] تركوه، ولم تكن العرب لتقدم عليه إلا بمواطاة مِنْ متولي الأمر، ثم الأجل بعد ذلك مَعْقِل حصين.

فقلت له: أحق ما يقال في حديث خالد؟ فقال: إن قوماً من العلوية يذكرون ذلك. ثم قال: وقد روي أن رجلاً جاء إلى زفر بن الهذيل صاحب أبي حنيفة فسأله عما يقول أبو حنيفة في جواز الخروج من الصلاة بأمر غير التسليم نحو: الكلام، أو الفعل الكثير أو الحديث؟ فقال: إنه جائز، قد قال أبو بكر في تشهده ما قال! فقال الرجل: وما الذي قاله أبو بكر؟ قال: لا عليك فأعاد عليه السؤال ثانية وثالثة، فقال: أخرجوه. قلت له: فما الذي تقوله أنت؟ قال: أنا أستبعد ذلك من أبي بكر فإنه كان ذا ورع، ولم يكن ليجمع بين أخذ الخلافة، ومنع فدك، وإغضاب فاطمة، وقتل علي. وقال: أما خالد فلا أستبعد ذلك منه لشجاعته ولبغضه إياه. تمت والله اعلم.


[١] صان اللَّه جانبه العلي عن مثل هذه العبارة المقذعة، وإن كان المورد لها لم يقصد المعنى ففيها من الجفاء ما لا يخفى، مع أن الواقع خلاف ذلك فإنه ~ احتج عليهم واعتزلهم ونازعهم، وأخرسهم ولم يتول شيئاً من أمورهم، وإنما صبر وكف عن الحرب وتجريد السيف والضرب؛ إشفاقاً وحيطة على الإسلام، وقد كانوا يرضون منه بذلك؛ لعلمهم أنه صاحب الحق، وخوفهم من الحسام، والجواب الصحيح ما ذكره آخر الكلام والله ولي التوفيق، وحسن الختام. تمت كاتبها مجدالدين بن محمد المؤيدي عفا اللَّه عنهما آمين. تمت (عن هامش الأصل).