كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[دعوى الفقيه رضا علي # ببيعة أبي بكر]

صفحة 500 - الجزء 4

  يعهد إلينا رسول الله ÷ فيها عهداً دل على كذب من ادعى ذلك، أو على أن علياً # لم يظهر له معنى ذلك، وظهر لهذا القدري ومن تابعه نعوذ بالله من قائل ذلك.

  وفي هذا الحديث دليل لأبي بكر بصحة الإمامة ولعمر من بعده، وأنهما على حق واستقامة بشهادة علي # وأن ذلك هو الصحيح اللائق بمنصب علي # دون ما وسمه به هذا القدري من أنه بايع مكرهاً، وغُصب حقه مظلوماً، وأغضى على الباطل عاجزاً مهضوماً.

  قال محمد بن الحسين: وأخبرنا أبو القاسم عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز البغوي، قال: حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سليمان الطائفي، قال: حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه، عن عبدالله بن جعفر الطيار $ قال: وليَنَا أبو بكر فخير خليفة أرحمه بنا وأحناه علينا، ولهذا الحديث طرق.

  قال محمد بن الحسين: وحدثنا أبو بكر بن أبي داود، قال: حدثنا أيوب بن منصور الضبعي، قال: حدثنا شبابة –يعني ابن سوار - قال: حدثنا شعيب بن ميمون عن حصين بن عبدالرحمن وأبي حباب كلاهما، عن الشعبي، عن شقيق بن سلمة، قال: قيل لعلي بن أبي طالب ¥ لما ضربه ابن ملجم - لعنه الله -: استخلف علينا؛ قال: ما أستخلف ولكن إن أراد الله بهذه الأمة خيراً يجمعهم على خيرهم، كما جمعهم بعد نبيهم ÷ على خيرهم، ولهذا الحديث طرق.

  فهذه شهادة لأبي بكر بأنه خير الأمة بعد النبي ÷، وبأن الله تعالى أراد بالأمة خيراً حين جمعهم على خلاف ما يقوله الجهلة المبتدعون، وكم في هذا من الآثار والأخبار لولا ما قصدنا من الاختصار.

  وروى محمد بن جرير الطبري في تاريخه قال: حدثنا عبيدالله بن سعيد، قال: