[دعوى الفقيه رضا علي # ببيعة أبي بكر]
  بكر وعمر، فاجتمعوا في دارهم، فقام خطيب الأنصار فقال: قد علمتم أن رسول الله ÷ كان إذا بعث منكم أميراً بعث منا أميراً، وإذا بعث منكم أميناً بعث منا أميناً.
  فتتابعت خطباء على ذلك؛ فقام زيد بن ثابت في آخرهم فقال: إن رسول الله ÷ كان من المهاجرين فخليفته من المهاجرين، ونحن أنصار خليفة رسول الله ÷ كما كنا أنصاره.
  فتكلم عمر بن الخطاب، فقال: جزاكم الله من حي خيراً صدق قائلكم، ثم أخذ بيد أبي بكر فقال: هذا صاحبكم فبايعوه.
  فلما قعد أبو بكر نظر في وجوه القوم فلم ير علياً، فسأل عنه، فقام إليه ناس من الأنصار، فلما جاء قال أبو بكر: فأنت يا ابن عم رسول الله وختنه، وأردت أن تشق عصا الإسلام والمسلمين، قال: لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعه.
  ثم لم ير الزبير فسأل عنه فلما جاء قال: أنت ابن عمة رسول الله وحواريه، فأردت أن تشق عصا المسلمين؛ فقال مثل قول علي: لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعه.
  وبالسند المذكور إلى محمد بن الحسين الآجري، قال: حدثنا ابن أبي داود، قال: حدثنا أيوب بن محمد الوراق، قال: حدثنا مروان، قال: حدثنا مساور الوراق، عن عمرو بن شعبان، قال: خطبنا علي بن أبي طالب يوم الجمل فقال: أما بعد فإن الإمارة لم يعهد إلينا رسول الله ÷ فيها عهداً نتبع أمره، ولكن رأينا من تلقاء أنفسنا أن نستخلف أبا بكر، فأقام واستقام، ثم استخلف عمر، فأقام واستقام، وقد روى هذا الحديث من غير طريق.
  فهذا الحديث من علي # يدل على أن ما ادعاه هذا الرجل القدري ومن تابعه من أن المراد بقوله ÷: «من كنت مولاه فعلي مولاه» و «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» وغير ذلك أنه ليس المراد به الإمامة؛ لأنه لو كان المراد بها ذلك لكان أول من يعلم ذلك علي # ثم يظهره ويحتج به، فلما قال: لم