كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[إبطال دعوى الفقيه وتفنيد أقواله]

صفحة 502 - الجزء 4

  {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}⁣[المائدة].

  وقد بينّا وجه دلالة هذه الآية على ذلك، وأنه # هو الذي آتى الزكاة راكعاً، فأثبت الله تعالى له الولاية على الكافة، كما أثبتها تعالى لنفسه ولرسوله ÷ وذلك يفيد ملك التصرف فيهم والرئاسة عليهم، وذلك هو معنى الإمامة في حقه # وحققنا فصوله حسبما تحتمله الرسالة.

  ومن قوله ÷ لعلي #: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» وبينا أنه أثبت لعلي # جميع منازل هارون من موسى إلا النبوة، ومن جملة منازله منه الخلافة في أمته، والشركة في أمره، بدليل قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ١٤٢}⁣[الأعراف]، وقال تعالى: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي ٢٩ هَارُونَ أَخِي ٣٠ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ٣١ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ٣٢ ... الآية}⁣[طه]، فقال تعالى: {قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَامُوسَى ٣٦}⁣[طه].

  ومتى ثبت ذلك لعلي كما ثبت لهارون من موسى، كان فيه معنى الإمامة؛ لأن معنى الشركة في الأمر أن يكون له من التصرف مثل ما كان لهارون من موسى، وحققنا ذلك وأجبنا عما سأل عنه على ذلك.

  ومن قوله ÷: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله» وبينا أن الاستدلال بالخبر من وجوه أربعة:

  الأول: أن لفظة (مولى) وإن كانت مشتركة بين معان، فإن الغالب عليها بعرف الإستعمال هو المالك للتصرف كما يقال: هذا مولى الدار ومولى العبد ومولى الأمة الذي يملك التصرف عليهما وذلك يفيد معنى الإمامة.

  والوجه الثاني: أن يسلّم أن اللفظة باقية على الإشتراك بين تلك المعاني من دون ترجيح بعضها على بعض إلا أن تقدم القرينة اللفظية وهو قوله –عَلَيْه وآله