كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بعض أخبار الرسول ÷ في علي (ع)]

صفحة 517 - الجزء 4

  فإن رسول الله ÷: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة. وأبا بكر الصديق: عبدالله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب. وعمر الفاروق بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى بن فرط بن رياح بن عبدالله بن رزاح بن عدي بن كعب؛ أفتراهم من صميم هذه الشجرة وأصلها أم هم بزعمك جيرانها؟

  الكلام في ذلك [المنصور بالله]: أنا لا ننكر كون نسبتهم في قريش، وأنه كما ذكرت في الترتيب، ولكن ما ذكره هو تأييد لقول العباس؛ لأن أغصان الشجرة بنو هاشم، وباقي قريش مجاورون كما تجاور الشجرة أختها.

  وأما تمثيله بالبيضة فقد سبق في ذلك القول شعراً:

  كَانَتْ قُرَيْشٌ بَيْضَةً فَتَفَقّأتْ ... فالْمُخُ خَالِصُهُ لَعَبْدِ مَنَاف

  والرجلان ليسا من عبد مناف بالاتفاق، فليسا مخ البيضة ولا غصنا⁣(⁣١) الشجرة، وإن للقوم لفضلاً وقرابة وشرفاً بالقرب إلى رسول الله ÷، ولكن أفضل من ذلك كله ما جعله الله لعلي بن أبي طالب #.

  ونحن نذكر من ذلك طرفاً ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ فنقول:

[بعض أخبار الرسول ÷ في علي (ع)]

  المرء يشرف بأمرين: أحدهما: من فعله. والثاني: ليس من فعله.

  أما الذي من فعله فالإسلام والصلاة وسائر أفعال الخير، فقد روينا بالإسناد الموثوق به إلى أبي عمر عبدالواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن مهدي الفارسي، ثم البغدادي التاجر بإسناد له رفعه فأنهاه قال: إن فاطمة شكت إلى رسول الله ÷ شيئاً فقال: «ألا ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلماً،


(١) لعله على: ولا هما غصنا. تمت.