[تهديد عمر بإحراق بيت فاطمة (ع)]
  السب واللعن والأذية من ليس له في خلق الأفعال نصيب.
  فليراجع اعتقاده ليعلم فساده ويترك القيل والقال، فقد هدم عليه جميع ذلك مسألة خلق الأفعال، وقد بينا أنه القدري وأهل مقالته، والمرجي لجهالته وضلالته، فليبعد الله أولى الخصمين بالمذمة.
  وأما قوله [أي الفقيه]: ويدل على كذب هذه الأحاديث ما اشتهر عن علي # من الشجاعة والبسالة والصَّرامة حتى يقول: لو عهد إليّ رسول الله ÷ في ذلك ما تركت أخا تَيْم بن مرة ولا ابن الخطاب على منبره ولو لم أجد إلا يدي هذه، وكان يتمثل ويقول وقوله من فعله:
  ولِي فَرَسٌ لِلْحلم بالحلم مُلْجَمٌ ... وَلِي فَرَسٌ لِلْجَهْلِ بِالْجَهْلِ مُسْرَجُ
  فَمَنْ شَاء تَقْوِيْمِي فإنِّي مُقَوَّمٌ ... ومَنْ شَاءَ تَعْوِيْجِي فإنِّي مُعَوَّجُ
  فالجواب [المنصور بالله]: أن شجاعته # معلومة، ومع ذلك فعلمه وديانته كذلك، فما وقف وقت الوقوف إلا بعلم، ولا قام وقت القيام إلا بعلم.
  وأما حكايته [أي الفقيه] أنه # قال: لو عهد إليَّ رسول الله ÷ في ذلك ما تركت أخا تيم بن مرة ولا ابن الخطاب على منبره ... إلى آخره.
  فالجواب [المنصور بالله]: أنه إن صح هذا الكلام فإنه ما عهد إليه النبي ÷ بمحاربتهما لعلمه بأن الإمساك أبقى للدين، وأسلم للإسلام والمسلمين، وإن كان وقع فيه الاستئثار عليه والصعود على مرتبة هو أحق بها منهم؛ فأما جملة العهد على الإمامة فقد بينا صحتها بما لا يدفعه منصف من الكتاب العزيز والسنة الشريفة.
  وأما مع شجاعته لا يُغْلَب - فهذا جهل بأحكام الشجاعة، وقد كان له منها # ما لا يقاومه القرن الأضبط، فأما أنه يَغْلِب الدهماء فهذا ما لا يعقل، وقد قاومه معاوية وأمه الهاوية وما قبض علي # حتى كان جانب معاوية أقوى من جانبه، فكيف بمن هو أعز في الإسلام من معاوية وأحب إلى أهله منه.