[رواية الفقيه تخاصم علي والعباس عند عمر - والتعليق على هذه الرواية]
  (وهما)(١) يختصمان فيما أفاء الله على رسوله من بني النضير، فقال الرهط - عثمان وأصحابه -: يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر؛ فقال عمر: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله ÷ قال: «لا نورث ما تركناه صدقة» يريد ÷ نفسه؟ قال الرهط: قد قال ذلك؛ قالا: قد قال ذلك.
  قال عمر: فإني أحدثكم عن هذا الأمر، إن الله قد خص رسوله في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحداً غيره ثم قرأ: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ} ... إلى: {قَدِيرٌ ٦}[الحشر: ٦]، فكانت هذه خالصة لرسول الله ÷ ووالله ما اختارها دونكم، ولا استأثر بها عليكم، قد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال، فكان رسول الله ÷ ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقي فيجعله حيث يجعل مال الله، فعمل رسول الله ÷ بذلك حياته. أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك؟
  قالوا نعم؛ ثم قال لعلي وعباس: أنشدكما الله هل تعلمان ذلك؟ قالا: نعم.
  قال عمر: ثم توفى الله ø نبيه ÷ فقال أبو بكر: أنا ولي رسول الله ÷ فقبضها أبو بكر فعمل فيها بما عمل رسول الله ÷ والله يعلم إنه لصادق فيها بار راشد تابع للحق.
  ثم توفى الله أبا بكر، فكنت ولي أبا بكر فقبضتها سنتين من أمارتي، أعمل فيها بما عمل رسول الله ÷ وما عمل فيها أبو بكر، والله يعلم أني فيها لصادق بار راشد تابع للحق؛ ثم جئتما تكلماني، وكلمتكما واحدة وأمركما واحد، جئتني يا عباس تسأل نصيبك من ابن أخيك وجاءني هذا - يريد علياً - يريد نصيب امرأته من أبيها، فقلت لكما: إن رسول الله ÷ قال: «لا نورث ما تركناه صدقة».
(١) (نخ).