كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[خطبة فاطمة & لما منعت فدكا]

صفحة 572 - الجزء 4


= عليه بغير إذنه بغير عهد منه ولا كتاب جاء به بعهده، وأحق به من عثمان حمال الخطايا، ومسير أبي ذر صاحب رسول اللَّه ÷، والفاعل بعمار بن ياسر ما فعل، وبعبد اللَّه بن مسعود، وإحمَاهُ الحِمَى إيثاراً منه لبني أمية، [و] إيوائه الحكم طريد رسول اللَّه ÷.

إلى قوله: قال: فحملناه فأتينا به قبر فاطمة فدفناه إلى جنبها.

فقال ابن عباس: فكنت أول من انصرف وسمعت لفظ الحسين، وخشيته أن يعجل على القوم.

ثم قال: فإذا أنا بعائشة مبادرة في أربعين راكباً، وهي على بغل تزجل تقدمهم وتأمرهم بالقتال.

فقلت: يا سوأتاه إلى أين تريدين؟!

فقالت: يا ابن عباس لقد اجترأتم علي تؤذونني مرة بعد مرة؛ تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أهوى هواه.

فقلت: يا سوأتاه يوم على بغل ويوم على جمل تطفين فيه نور اللَّه، وتقاتلين أولياء اللَّه، وتحولين بين رسول اللَّه ÷ وبين حبيبه أن يدفن في بيته، فقد كفى اللَّه المؤنة، ودفن مع أمه فلم يزدد [في الأصل نزدد] بدفنه مع أمه برسول اللَّه إلا قرباً، ولم يزدد من أدخل بيتكِ بغير إذن رسول اللَّه ÷ من اللَّه إلا بعداً، والله ما أذن رسول اللَّه ÷ لأبيك، ولا كان عندك ولا عنده عهد من رسول اللَّه ÷، ولقد حرم الله دخول بيته على أبيك في كتابه وعلى من سواه فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ}⁣[الأحزاب: ٥٣]، ولقد أخرج رسول اللَّه ÷ أباك وأدخل علياً أباه [يعني: أبا الحسن #]، وحرم المسجد على أبيك وعلى صاحبه، وأحله للحسن ولأبيه، فيا سوأتاه فقد رأيت ما يسرك، وستردين معهم غداً على ما تكرهين.

فقطبت في وجه ابن عباس، وقالت بأعلى صوتها: أو ما نسيتم الجمل إنكم لذو حقود.

فقال لها ابن عباس: والله ما نسيه أهل السماء فكيف ينساه أهل الأرض؟! إن ننساه نحن فإن اللَّه لا ينساه، كل ذلك في علمه لا يغيب عنه، ثم انصرفت) تمت.

فتأمل قرائن توبة عائشة!

وروى هذا الحديث أبو القاسم الحايري بسنده إلى ابن عباس.

قال أبو الفرج [و] رواه يحيى بن الحسن في كتب النسب تمت عن ابن أبي الحديد |.

[خطبة فاطمة & لما منعت فدكاً]

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: وقال أبو بكر أحمد بن عبد العزير الجوهري، وهو عالم أديب ورع وهو ثقة مأمون عند المحدثين أثنى عليه المحدثون: فحدثني محمد بن زكريا إلى قوله: عن زينب بنت علي بن أبي طالب. قال: وقال جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه.

قال أبو بكر: وحدثني عثمان بن عمران ... إلى قوله: عن أبي جعفر محمد بن علي $.

قال أبو بكر: وحدثني أحمد بن محمد إلى قوله: عن عبد اللَّه بن الحسن بن الحسن، قالوا جميعاً: لما بلغ فاطمة & إجماع أبي بكر على منعها فدك لاثت خمارها، وأقبلت حتى دخلت على أبي بكر وقد =