[خطبة فاطمة & لما منعت فدكا]
= حشد الناس، فضرب بينها وبينه بريطة بيضاء ثم أنت أنة أجهش القوم لها بالبكاء.
ثم قالت: (أبتدئ بحمد من هو أولى بالحمد، ... وذكر خطبة جيدة قالت في آخرها: فاتقوا اللَّه حق تقاته، وأطيعوه فيما أمركم به فإنما يخشى اللَّه من عباده العلماء، واحمدوا اللَّه الذي لعظمته ونوره يبتغي من في السموات والأرض إليه الوسيلة، ونحن وسيلته في خلقه، ونحن خاصته ومحل قدسه، ونحن حجته في غيبه، ونحن ورثة أنبيائه.
ثم قالت: أنا فاطمة بنت محمد ÷ أقول عوداً على بدء، وما أقول ذلك سرفاً ولا شططاً، فاسمعوا بأسماع واعية، وقلوب راعية.
ثم قالت: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} ... إلى آخر الآيه [التوبة: ١٢٨]، فإن تعزوه تجدوه أبي دون نسائكم [في الأصل: (دون رجالكم). انظر فاطمة من المهد إلى اللحد (ص ٤١١)]، وأخا ابن عمي دون رجالكم.
ثم ذكرت كلاماً طويلاً تقول في آخره: ثم أنتم الآن تزعمون أن لا إرث لي {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} ... إلى آخر الآيه [المائدة: ٥٠].
إيهاً معاشر المسلمين أبتز إرث أبي؟! أبى اللَّه أن ترث يا بن أبي قحافة أباك، ولا أرث أبي؛ لقد جئت شيئاً فرياً، فدونكها مخطومة مرحولة [ناقة مخطومة ومرحولة؛ الخطام - بكسر الخاء -: الزمام. ومرحولة من الرحل وهو للناقة كالسرج للفرس] تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم اللَّه، والزعيم محمد ÷، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولكل نبأ مستقر، وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه الخ.
ثم التفتت إلى قبر أبيها فتمثلت بقول هند ابنة أثاثة:
قد كان بعدك أنباء وهينمة ... ... إلى آخر الأبيات. ... [وتمامه:
.............. ... لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها ... واختل قومك فاشهدهم وقد نكبوا
وكل أهل له قربى ومنزلة ... عند الإله على الأدنين مقترب
أبدت رجال لنا نجوى صدورهم ... لما مضيت وحالت دونك التُرُب
تهجمتنا رجال واستخف بنا ... لما فقدت وكل الإرث مغتصب
وكنت بدراً ونوراً يستضاء به ... عليك تنزل من ذي العزة الكتب
وكان جبريل بالآيات يؤنسنا ... فقد فقدت فكل الخير محتجب
فليت قبلك كان الموت صادفنا ... لما مضيت وحالت دونك الكثب
إنا رزينا بما لم يرز ذو شجن ... من البرية لا عجم ولا عرب
=