كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الفقيه يذم الشيخ محيي الدين والإمام المنصور بالله (ع)]

صفحة 601 - الجزء 4

  بلبس حلي أهل بيت النبوة وهو عن ذلك عاطل، وادعى الطاعة لله بموالاة أهل البيت $ وهو فيما قصد من الطعن عليهم والإزراء بهم عن رشده ساه غافل، وما أبعده عن أهل البيت، وسيعلم ذلك عند عضه على يديه، وندمه على ما أقدم عليه.

  وقوله: وعندنا من غير افتخار ولا عجب يخرجنا عن الدين من ذلك ما قليله يشفي السقام ويزيل الأوام - وهل المعجبون إلا القدرية الذين استبدوا بإرادتهم وقدرهم، وأخرجوا الله عن الإرادة والمشيئة في جميع أفعالهم بالكلية، والعجب يحبط الأعمال، ومصير صاحبه إلى الخزي والنكال.

  وقوله: بالطرق الصحيحة وأسانيد الثقات - فلقد شاهدنا طرقه، وأنه عما ادعاه من الاتباع لأهل البيت الطاهرين في ضلال بعيد، وبأذاه الصحابة وتعجيزه للقرابة شقي غير سعيد.

  وقوله: مما لو حكينا أعداد كتب السماعات لقصرت عنها الأوراق - فلقد اجترى بعظيم هذا الكذب على جبار الأرضين والسماوات، ولو ذهبنا بعد شرح ما خالف فيه الكتاب والسنة من الاعتقادات، وما بنى عليه أصوله من الضلالات، وما اعتمد عليه من الجهالات؛ لقصرت عن ذكر بعض ذلك الأوقات، ولقد تقحم في رسالته هذه فروى في مواضع منها أحاديث مضطربة متناقضة، قصد فيها العناد، ولم يعرف فيها كيف الإرسال من الإسناد.

  وادعى التواتر فيما ليس له درجة الآحاد، وقد ظهر أنه بتنقصه وإزرائه بعلي # وإخراجه إياه عما اشتهر من قوته وشجاعته، وإلحاقه ذل العجز، والصبر على الباطل، والضعف عن القيام بالحق، ومداهنة أهل الظلم والبغي، وموالاة من يجب معاداته، وتصويب الأحكام الباطلة، والإنخراط في سلك الإمامة الجاهلة، وترك ما أمره الله به، وحضه عليه، وخلاف رسول الله ÷ فيما ندبه إليه، وجاء به، وأخبر برغم القدري أنه بعده صائر إليه، وهو ليس من محبي أهل البيت، ولا من أتباعهم، وأنه بذلك خارج عن أشياعهم.