كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان مخالفة الفقيه لأهل البيت (ع)]

صفحة 604 - الجزء 4

  ذلك، وتسميته لمن قال بذلك إنه معجب - فالجواب⁣(⁣١) [المنصور بالله]: أن هذه من جملة جهالاته، وأنواع ضلالاته، بل إضافة أفعال العباد إليهم حسنها وقبيحها عين الصواب، وينزه عن قبائحها على كل وجه رب الأرباب، على رغم القدرية النُّصَّاب من الجهمية وأهل الإكتساب، ومن يفرط⁣(⁣٢) في السب والإكذاب، ويجعلهما مقابلين لما احتج به عليه ذوو الألباب.

  ومن جملة كذبه ومحالاته ادعاؤه أنه قد استدل بزعمه على بطلان إمامة مالكه ومولاه، فما ذكر من ذلك سوى السب الذي هو عادته، والأذية التي هي سجيته.

  وأما ما ذكر [أي الفقيه] أن الإمام مخالف لآبائه الكرام وأنه قد عدل بهم؛ بل فضل عليهم الجاحظ والعلاف والنظام، ولم يبق له إلا الدخول في طاعة الإمام العباسي فهو أولى به والسلام.

  فالجواب [المنصور بالله]: أنه بكلامه أثار منا كامناً واستظهر باطناً، وأخرجنا إلى حكاية هذه الفصول الثلاثة التي أجملها.

  أحدها: ذكر آبائه الكرام، وذكر شيء من فضائلهم وأحوالهم، وذكر ما أمكن من سيرهم واعتقاداتهم.

  والثاني: ذكر الذين ذكرهم من المعتزلة، الذين عين منهم الجاحظ والعلاف والنظام، وذكر رجالهم، وذكر شيء من أقوالهم، وذكر من قال بالعدل والتوحيد من الأمة على اختلاف طبقاتهم.

  والثالث: ذكر إمامه العباسي، وذكر آبائه، وذكر شيء من سيرهم وطرائقهم على اختلاف طبقاتهم؛ فقد أخرجنا إلى ذكر ذلك، وقد استخرنا الله ø على الإتيان من جميع ذلك بما في النفس واستعنا به، وهو سبحانه خير معين،


(١) كذا في نسخة. وفي بعض النسخ: والجواب.

(٢) ينوه (نخ).