فصل: في ذكر يوم غدير خم
  وقد ذكر محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ خبر يوم الغدير وطرقه من خمس وسبعين طريقاً، وأفرد له كتاباً سماه كتاب الولاية.
  وذكر أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة خبر يوم الغدير وأفرد له كتاباً وطرقه من مائة وخمس طرق، وهذا قد تجاوز حدّ التواتر، فلا يوجد خبر قط نُقِل من طرق بقدر هذه الطرق، فيجب أن يكون أصلاً متبعاً، وطريقاً مهيعاً.
  على أنه لو تقرر بطريق واحدة لكان حصول العلم به كافياً في وجوب العمل
= يديه» أحب إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس. والله لأن يكون رسول الله ÷ قال لي ماقاله في غزوة تبوك: «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي» أحب إلي من أن يكون لي ماطلعت عليه الشمس، وايم الله لا دخلت لك داراً ما بقيت ونهض.
[روى حديث سعد ومعاوية: ابن أبي شيبة في مصنفه (٦/ ٣٦٦) ومسلم في صحيحه (٤/ ١٨٧١) رقم (٢٤٠٤) والنسائي في السنن الكبرى (٥/ ١٠٣) رقم (٨٣٩٩) وأحمد في الفضائل (٢/ ٦٤٣) رقم (١٠٩٣) والحاكم في مستدركه (٣/ ١١٧) رقم (٤٥٧٥) والترمذي (٥/ ٦٣٨) رقم (٣٧٢٤) والبيهقي في السنن (٢/ ٤٤٦) رقم (٤١٣٧) نحوه عن سهل بن سعد، والطبراني في الكبير (٦/ ١٦٧) رقم (٥٨٧٩)، ومسلم (٤/ ١٨٧٤) رقم (٢٤٠٩) وابن حبان (١٥/ ٣٦٨) رقم (٦٩٢٥) جميعهم حديث سهل. وروى حديث سعد: في الآحاد والمثاني (١/ ١٥٠) رقم (١٨٣)].
قال المسعودي في مروج الذهب: ووجدت في وجه آخر من الروايات وذلك في كتاب علي بن محمد بن سليمان النوفلي في الأخبار عن ابن عائشة، وغيره: أن سعداً لما قال هذه المقالة لمعاوية، ونهض ليقوم ضرط له معاوية، وقال له: اقعد حتى تسمع جواب ما قلت، ماكنت عندي قط الأم منك الآن فهلا نصرته؟ ولم قعدت عن بيعته؟ فإني لو سمعت من النبي مثل الذي سمعت فيه لكنت خادماً لعلي ما عشت. فقال سعد: والله إني أحق بموضعك منك، فقال معاوية: يأبى عليك بنو عذرة، وكان سعد فيما يقال لرجل من بني عذرة. تمت من مروج الذهب، والحمد لله.
وقد روى جعفر بن محمد الجابري في كتاب إقرار الصحابة بسنده إلى عكرمة قول سعد لما شتم علي لدا معاوية بحضرة سعد فبكى، ثم ذكر لعلي ثلاث مناقب: سد الأبواب إلا بابه، وأنت مني بمنزلة هارون ... إلخ، ولأعطين الراية غداً ... إلخ.
وروى رواية الطبري أحمد بن شعيب النسائي [بسنده] إلى محمد بن عبدالله بن أبي نجيح عن ابيه إلى قوله: وأيم الله ... إلخ كما في خصائصه.