كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر معاني لفظة مولى في أصل اللغة ووجه دلالتها على إمامة علي (ع)]

صفحة 319 - الجزء 1

  غير مطعون عليه في معرفتها - قد ذكر في كتابه المتضمن تفسير غريب القرآن المعروف بالمجاز في سورة الحديد في تفسير قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٥}⁣[الحديد]، يريد جل اسمه: هي أولى بكم على ما جاء في التفسير، واستشهد بقول لبيد:

  قَعَدَتْ كلا الفرجين تحسب أنه ... مولى المخافة خَلْفهَا وأَمَامهَا

  معناه أولى بالمخافة، يريد أن هذه الظبية تحيّرت فلم تدر أخلفها أولى بالمخافة أم أمامها، وبقول الأخطل في عبد الملك بن مروان:

  فما وجدت فيها قريش لأمرها ... أعفّ وأوفى من أبيك وأمجدا

  وأورى بزنديه ولو كان غيره ... غداة اختلاف الناس أكدى وأصلدا

  فأصبحتَ مولاها من الناس كلهم ... وأحرى قريش أن تهاب وتحمدا

  فخاطبه بلفظة مولى وهو خليفة مطاع الأمر من حيث اختص بالمعنى الذي احتمله، وليس أبو عبيد متهماً بالتقصير في علم اللغة، ولا مظنوناً فيه الميل إلى أمير المؤمنين # بل هو معدود من جملة الخوارج.

  وقد شاركه في مثل ذلك التفسير ابن قتيبة⁣(⁣١)، وهو أيضاً لا ميل له إلى أمير


= وقال ابن قتيبة: وكان مع معرفته ربما يكسر البيت إذا أنشده، وكان يخطئ إذا قرأ القرآن نظراً، وكان يبغض العرب، وألّف في مثالبها، وكان يرى رأي الخوارج، توفي سنة ٢٠٩ هـ، وولد سنة ١١٠. انتهى من حاشية شمني على المغني، وله كتاب التاج في علم اللغة، وأبو عبيد بلا تاء. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.

(١) قال ¦ في التعليق: أبو عبيد القاسم بن سلام - بلا تاء - من الخوارج وهو الماهر في علم اللغة، وأبو عبيدة بالتاء معمر بن المثنى له كتاب التاج، وله كتاب القبائل.

وينظر في كون معمر بن المثنى من الخوارج؛ لأن ظاهر سياق كلام الإمام أنه المراد هنا فلعله يميل إلى الخوارج كابن سلام، ويحقق، والله أعلم.

=