كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر معاني لفظة مولى في أصل اللغة ووجه دلالتها على إمامة علي (ع)]

صفحة 324 - الجزء 1


= «يا بريدة ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، وبهذا الحديث وما في معناه تحتج الشيعة على أن مولى بمعنى؛ أولى لأن النبي ÷ دل مساق كلامه أنه سوّاه بنفسه وإلا لما كان لمقدمة قوله: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم» معنى؛ فلم يرد مثل ولاية سائر المؤمنين بعضهم لبعض بل معنى الأولوية في كل أمر كما في حقه ÷.

ومن أشهر ما في الباب حديث غدير خم، وقد عزاه السيوطي في الجامع الكبير إلى أحمد بن حنبل والحاكم وابن أبي شيبة والطبراني وابن ماجه وابن قانع والترمذي والنسائي والمقدسي وابن أبي عاصم والشيرازي وابن عقدة وأبي نعيم وابن حبان والخطيب كل منهم من رواية صحابي فصاعداً ذلك من حديث ابن عباس وبريدة بن الحصيب والبراء بن عازب وعمر بن الخطاب وحبشي بن جنادة وأبي الطفيل وزيد بن أرقم وجرير بن عبدالله البجلي وجندب الأنصاري وسعد بن أبي وقاص وزيد بن ثابت وحذيفة بن أسيد الغفاري وأبي أيوب الأنصاري ومالك بن الحويرث وحبيب بن بديل بن ورقاء وقيس بن ثابت وعمرو بن مرة.

وفي بعض روايات أحمد عن علي وثلاثة عشر رجلاً، وفي رواية له وللطبراني والضياء المقدسي عن أبي أيوب وجمع من الصحابة، وفي رواية لابن أبي شيبة عن أبي هريرة واثني عشر من الصحابة وفيها: «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» ... إلخ، وفي رواية لأحمد والطبراني والمقدسي عن علي وزيد بن أرقم وثلاثين رجلاً من الصحابة ولفظه كما مر: «من كنت مولاه فعلي مولاه» بعد ذكر المقدمة.

ثم قال - أي الشيخ صالح المقبلي -: لا أوضح من هذا الدليل رواية ودلالة على أن علياً (ع) أولى بالمؤمنين من أنفسهم إلى قوله: وإذا ثبت أن علياً أولى بالمؤمنين من أنفسهم فلم آثروا غيره بالإمارة والأمير يصير أولى بالمؤمنين من أنفسهم؛ ثم ساق في الجواب إلى قوله: تحلى علي بالأولوية بالنص النبوي وبقية الخلفاء بالرضا من علي ونصحاء الإسلام كعمر وأبي عبيدة والمهاجرين والأنصار، وأطلق لهم علي التصرف وهو بمحل القطب من الرحى إلى آخر كلامه، وقد تقدم ما فيه بلاغ لقوم عابدين.

قال الإمام في فرائد اللآلئ رداً عليه: أقول فلم لم يبين لنا من هؤلاء السادة الذين رضوا ألا يعلم ما وقع من النزاع والجدال يوم السقيفة وما قالت قريش وما قالت الأنصار؟ ثم ما يقول في بني هاشم وسائر من تبعهم ذلك الوقت أهم سادات الصحابة أو من ساداتهم؟ لا سبيل إلى الإنكار ... إلى آخره.

وقد ألمّ بما ذكرناه ما رواه عمر عن نفسه أخرجه البخاري وغيره قال: كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه؛ ألا يعلم أن علياً وبني هاشم تخلفوا ستة أشهر حسبما أخرجه البخاري ... إلى آخر كلامه.

وذكر حديث الغدير المقبلي فقرر تواتره كما قرر في الأبحاث وساق مخرجيه ورجاله ثم قال: نعم فإن كان هذا معلوماً وإلا فما في الدنيا معلوم. انتهى المراد نقله من لوامع الأنوار مع تصرّف وزيادة للفقير إلى الله مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي - عفا الله عنهم -.