[نزول: {ومن الناس من يشري نفسه} في علي (ع)]
  نص صريح في صحة إمامته # ووجوب خلافته عقيب الرسول ÷ بلا فصل، لأنه رتَّب الولاية ثلاث مراتب: لله سبحانه وللرسول ÷ وللمتصدق بخاتمه وهو راكع وهو علي بن أبي طالب، فهو الولي النافذ التصرف في الأمة، كما يقال: هذا ولي المرأة وولي اليتيم.
  فإن قال قائل: إن الآية أتت بذكر الذين آمنوا بلفظ الجمع، وهذا عام في الذين آمنوا لأن كلاً منهم يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، فأيّ تخصيص حصل لأمير المؤمنين # وأيّ فرق علم من مفهوم الآية؟
  قلنا: الجواب عن ذلك: أن الله سبحانه وتعالى قال: {وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}[المائدة]، ولا نعلم من لدن آدم # إلى يومنا هذا أن أحداً تصدّق بالخاتم في الركعة ونزلت في حقه آية غير أمير المؤمنين # فأبان الفرق غاية الإبانة، وخصّص ما كان بلفظ العموم غاية التخصيص، بقوله تعالى: {وَهُمْ رَاكِعُونَ}، وهذه النون في: الذين آمنوا نون العظمة، قال الله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}[يوسف: ٣](١)، وهو تعالى واحد، وقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ٩}[الحجر]، فتكون حينئذ نون العظمة لا نون الجمع، والمراد بها الواحد، ونقيس على لفظتها التثنية، وقد ذكره الله سبحانه وتعالى في آية المباهلة بلفظ الجمع وفاطمة & بقوله تعالى: {أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}[آل عمران: ٦١]، وذلك شائع في اللغة العربية.
  فإذا حصل الاتفاق من الخاص والعام على أن هذه الآية مختصة بأمير المؤمنين # وليس أحد ممن قال بولايته وولاية غيره يرتاب في اختصاصها به(٢) # فنقول:
(١) قال ¦ في التعليق: وقد قيل في تفسير: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ}[آل عمران: ١٧٣]، إن المراد بالأول: نعيم بن مسعود، والمراد بالثاني: أبو سفيان.
(٢) يقول المفتقر إلى الله مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي - عفا الله عنهم -: قد ترجّح أن ننقل هناً طرفاً في طرق الآية الكريمة أوردتُه في التحف نفع الله بها وهو ما لفظه:
=