فصل: في قول النبي ÷ لعلي (ع): «أنت مني بمنزلة هارون من موسى»
= الحافظ أخرجته بخمسة آلاف إسناد ذكره شارح الأساس |.
وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج: حديث «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي» أجمع على روايته جميع فرق أهل الإسلام، انتهى معنى.
أخرج محمد بن يوسف الكنجي الشافعي عن الحارث بن مالك قال: (لقيت سعد بن مالك فقلت: هل سمعت لعلي منقبة؟ فقال: شهدت له أربعاً وذلك أن رسول الله ÷ بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش، فسار بها يوماً وليلة، ثم قال لعلي: اتبع أبا بكر فخذها وبلغها، فرد علي أبا بكر فجعل يبكي، وقال: يارسول الله انزل فيَّ شيء؟ قال: «لا، ولكن لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني من أهل بيتي».
قال: وكنا مع النبي ÷ في المسجد فنودي فينا ليلاً ليخرج من كان في المسجد إلا آل رسول الله ÷، قال: فخرجنا نجر نعالنا [في الأصل: بغالنا، والتصحيح من كفاية الكنجي (ص ٢٥٢)] فلما أصبحنا أتى العباس إلى النبي ÷ فقال: يارسول الله أخرجت أعمامك، وأصحابك، وأسكنت هذا الغلام، فقال ÷: «ما أنا أَمرتُ بإخراجكم، ولا إسكان هذا الغلام، ولكن الله أمر به».
قال والثالثة: أن نبي الله بعث عمر وسعد إلى خيبر فخرج سعد ورجع عمر، فقال رسول الله ÷: «لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله في ثناءٍ كثير» فدعا علياً، فقالوا: إنه أرمد، فتفل في عينيه وأعطاه الراية.
والرابعة: يوم غدير خم قام رسول الله ÷ وابلغ ثم قال: «أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات؟ قالوا: بلى، قال: أدن ياعلي فرفع يده، ورفع رسول الله ÷ يده حتى رأيت بياض إبطيه، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه حتى قالها ثلاث مرات».
والخامسة: أن رسول الله ÷ غزا وخلف علياً فَنَفِسَتْ ذلك عليه قريش وقالوا: استثقله رسول الله ÷ فبلغ ذلك علياً فجاء إلى النبي ÷ وقال: زعمت قريش أنك كرهت صحبتي فخلفتني، فنادى رسول الله ÷ في الناس فاجتمعوا فقال: «أيها الناس ما منكم أحد إلا وله خاصة ألا ترضى يابن أبي طالب أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي، قال علي: رضيت عن الله ورسوله».
قال [أي الكنجي (ص ٢٥٣)]: هذا حديث حسن وطرقه صحيحة.
أما الأول: فرواه الإمام أحمد، وهو بعثة أبي بكر ببراءة، وتابعه الطبراني.
وأما الثاني: فرواه الترمذي عن علي بن المنذر بغير اللفظ، والمعنى سواء.
وأما الثالث: فرواه مسلم وغيره من الأئمة عن سلمة بن الأكوع.
والرابع: رواه ابن ماجه، والترمذي عن محمد بن يسار عن محمد بن جعفر.
والخامس: رواه الأئمة عن آخرهم من قوله: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلى آخره» وهذه =