كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

فصل: في قول النبي ÷ لعلي (ع): «أنت مني بمنزلة هارون من موسى»

صفحة 351 - الجزء 1

  تكون لي واحدة منهنّ أحب إلي من حمر النعم: سمعتُ رسول الله ÷ يقول له وقد خلّفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان؛ فقال له رسول الله ÷: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».

  وسمعته يقول يوم خيبر: «لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله»، قال:


= الزيادة لم يكتبها إلا من هذا الوجه وهو أخرجه محدث الشام، انتهى من مناقبه باختصار، وبعض تصرف غير مخل [كفاية الكنجي (ص ٢٥٣)].

ورواه النسائي عن الحارث عن سعد إلا أنه لم يذكر إلا المنقبة الثانية وهي قوله ÷: «ليخرج من كان في المسجد إلا آل رسول الله ÷» تمت من خصائصه.

وروى محمد بن سليمان الكوفي بإسناده إلى سعد قال: (لعلي ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة أحب إلي من الدنيا وما فيها: لقد دعا له يوم غدير خم وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وكان يوم خيبر أرمداً فدعا له وتفل في عينيه، ولم يرمد وفتح خيبر، ومنزله في المسجد أخرج العباس وحمزة فقالا: يارسول الله أخرجتنا ونحن عمومتك، فقال: ما أخرجتكم، ولكن الله أخرجكم وأسكنه) تمت مناقب.

وقد أخرج محمد بن يوسف الكنجي قوله ÷ في علي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى ... إلخ» عن عامر بن سعد، عن مصعب بن سعد عن أبيه، ثم قال: وهذا حديث متفق على صحته رواه الحفاظ كأبي عبدالله البخاري في صحيحه، ومسلم بن الحجاج في صحيحه، وأبو داود في سننه، وأبو عيسى الترمذي في جامعه، وأبو عبد الرحمن النسائي في سننه، وابن ماجه القزويني في سننه، واتفق الجميع على صحته حتى صار ذلك إجماعاً منهم.

قال الحاكم النيسابوري: هذا حديث دخل في حد التواتر.

قال شعبة بن الحجاج: وكان هارون أفضل أُمَّة موسى فوجب أن يكون علي أفضل من كل أمة محمد ÷ صيانة لهذا النص الصحيح الصريح.

وأخرجه عن جابر، وقال: أخرجه ابن عساكر بطرق شتى، وقال: روى ابن عساكر قوله ÷: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى ... إلخ» عن عدد كثير من الصحابة منهم: عمر، وعلي، وأبو هريرة، وابن عباس، وابن جعفر، ومعاوية، وأنس، وزيد بن أوفى، ونبيط بن شريط، ومالك بن الحويرث، وأم سلمة، وأسماء بنت عميس، وفاطمة بنت حمزة، وغيرهم، وذكر لكل منهم طرقاً، انتهى من مناقبه.