[ذكر الكلابية]
  جهة غير منفرد منهم ولا خارج من أجسامهم، وذلك يوجب أنهم يرونه في أنفسهم، وزعم أنه تعالى يرضى الكفر ويحبه، ولم يوافقه أحد على ذلك.
  وزعم أنه لو كلف العاجز لحسن، ولو كلف جمع الضدين لحسن، ويحسن تكليف ما لا يطاق، وأن الاستطاعة مع الفعل، وأن جميع الأوامر تكليف ما لا يطاق.
  وزعم أنه تعالى لو عاقب الأنبياء على ذنوب الفراعنة وأثاب الفراعنة على طاعة الأنبياء لحسن منه، وزعم أن الثواب والعقاب ليسا بجزاء على الأعمال.
  وزعم أن فعل العبد خلق لله كسب للعبد، وجوّز على الله تعالى الإلغاز والتعمية، وزعم أنه لا صيغة للعموم، وأبطل أدلة الشرع، وزعم أنه لا نعمة لله على الكفار، وزعم أنه لا يقبح شيء عقلاً، ولا يحسن عقلاً، ولو حَسّن الكذب وكل القبائح جاز، ولو أظهر المعجز على كذاب جاز.
  وزعم أنه تعالى يفعل لا لغرض، وزعم أنه يضل عن الدين، وأنه يخلق الكفر في الكافر ويمنعه الإيمان وقدرة الإيمان ثم يعاقبه عليه.
  وزعم أن اليد والجنب والوجه صفات، وأن الاستواء على العرش صفة، وزعم أنه يجوز له أن يؤلم أنبياءه وأصفياءه والأطفال والمجانين من غير عوض، وجوّز بعثة نبي كان كافراً قبل البعثة مرتكباً كل قبيح.
  وزعم أن الرسل بعد موتهم لا يكونون أنبياء، والمؤمنين بعد موتهم لا يكونون مؤمنين، وزعم أن النائم والساهي ليسا بمؤمنين.
  وزعم أن ليس في جهنم إلا كافر؛ لأن غيرهم يعرفون الله فلا يخلدون في النار، وغير ذلك من المذاهب التي يطول تقصيها، ولم يكن له في زمانه سوق، وفشا مذهبه بعده، ولا شك أنه قفا قريبه أبا موسى في كيد الإسلام وإذهابه، وأكثر أقواله هذه غير معقولة لا تقبلها العقول السليمة، وقد قيل: إنه قال بتكافي الأدلة.