[ذكر البكرية]
  وزعموا أن ما يحدث في ذاته خلق لا فاعل له، وما في العالم مخلوق، وذكر عنهم أنه خالق بالخالقوقية، ورازق بالرازقوقية.
  وذكر أبو عبدالله في كتابه: باب كيفوفية الرب، ولم يعلم الكيفية، والعجب ممن بلغ جهله هذا المبلغ كيف يكون متبوعاً ويقتدى به، وزعم أن العالم مخلوق ولم يكن الله قادراً على العالم قبل وجوده.
  وذكر ابن كرام في كتابه في عذاب القبر: أنه تعالى جوهر، وقال: أَحَدِيُّ الذات أَحَدِيُّ الجوهر، وهذا مذهب النصارى وزادوا عليهم بأنه متحيز.
  وذكر في كتابه المسمى بالتوحيد: إن سألك سائل عن طوله فقل: ذي الطول؛ فأثبت له طولاً، واستدل بالآية لجهله باللغة، واستدل بأن لله حداً بقوله: قل هو الله أحد، قدر أن أحداً من الحد.
  وكان فيهم رجل يعرف بالشورميني نقض على النحاة قولهم: المبتدأ رفع، وقال: الله تعالى يقول: والشمس. ونقض على أصحاب الحساب في قولهم: ثلاثة في ثلاثة تسعة، وقال: يكون ستة.
  وكان فيهم رجل يعرف بابن المهاجر يزعم أن الاسم هو المسمى، وزعم أن الله عرض لأن الله اسم والاسم عرض، وكان يقول: الله ليس بقادر، وأن القادر ليس بحي، والعالم ليس بحي ولا قادر، وليس يثبت قدراً، بعضها إله، وبعضها حي، وبعضها قادر، وبعضها عالم.
  وكلهم قالوا: إنه سبحانه مماس للعرش، وإن ذاته أكبر من العرش، فإذا سُئلوا: لو قلب الله العرش حماراً أكان راكب حمار؟ فيقولون: هو في مقدوره إلا أنه لا يفعل.
  ويقولون: هو مريد فيما لم يزل بإرادة حادثة ليست بمحدثة، ويفصلون بين الحادث والمحدث، ويقولون: القرآن ليس بكلام الله وإنما هو قوله، وإنه حادث فيه وليس بمحدث، ويقولون: الكلام قدرة على التكليم والتكلّم.