[ذكر فرق الكرامية]
  ويقولون: الأعراض كلها تبقى ولا يجوز أن يعدم عن ذاته شيء.
  ويقولون: القدرة قبل الفعل، ولهم أسرار في مذاهبهم يسمونها أحكاماً تشبه أسرار الباطنية.
  فمن ذلك قولهم: إنه يجوز أن يخرج الله تعالى الكفار عن النار، ومنهم من قال: الله أجسام، فيداه جسمان ووجه جسم، ونحو ذلك؛ وهو أبو يعقوب الجرجاني.
  ويجوّزون الكذب والكبائر على الأنبياء، ويجوزون ظهور المعجز على أنفسهم والذين يسمونهم أولياء، وتفردوا بقولهم: أعراض قديمة، وقالوا: علم الله عرض حال فيه، وأثبتوا أغياراً قديمة.
  وذكر ابن كرام أنه تعالى ثقيل، وقال في قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١}[الانشقاق]، قال: من ثقل الرحمن.
  وهم أشد الناس بغضاً لعلي # وأهل بيته $ ويحبون معاوية وأمه الهاوية، ويقولون بإمامته وإمامة يزيد، ولهم خرافات كثيرة، وفيما ذكرناه تنبيه.
  ومما تفردوا به قولهم: المنافق مؤمن، وإيمانه كإيمان الأنبياء والملائكة؛ مع قوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ٨}[البقرة].
[ذكر فرق الكرامية]
  وافترقوا فرقاً؛ فمنهم: الحيدية ينسبون إلى حيد بن سيف، وقيل: أخذ عن أبي عبدالله، وهم شر هذه الطائفة، ويصرحون بأنه تعالى جسم، ومن خرافاتهم ما يروون قالوا: سمي حيد بن سيف لأنه أمر بقطع رأسه فضرب عنقه فأخذ رأسه وألصقه بيده فالتصق وحيّ فسمي: حيد بن سيف.
  ومنهم الرزينية: نسبوا إلى رزين، رجل من غرسيبان، وقولهم يقرب من قول الحيدية.
  ومنهم العابدية: نسبوا إلى عثمان العابد، أخذ عن أبي الفضل العابد، وأخذ