كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر فرق الكرامية]

صفحة 368 - الجزء 1

  ويقولون: الأعراض كلها تبقى ولا يجوز أن يعدم عن ذاته شيء.

  ويقولون: القدرة قبل الفعل، ولهم أسرار في مذاهبهم يسمونها أحكاماً تشبه أسرار الباطنية.

  فمن ذلك قولهم: إنه يجوز أن يخرج الله تعالى الكفار عن النار، ومنهم من قال: الله أجسام، فيداه جسمان ووجه جسم، ونحو ذلك؛ وهو أبو يعقوب الجرجاني.

  ويجوّزون الكذب والكبائر على الأنبياء، ويجوزون ظهور المعجز على أنفسهم والذين يسمونهم أولياء، وتفردوا بقولهم: أعراض قديمة، وقالوا: علم الله عرض حال فيه، وأثبتوا أغياراً قديمة.

  وذكر ابن كرام أنه تعالى ثقيل، وقال في قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١}⁣[الانشقاق]، قال: من ثقل الرحمن.

  وهم أشد الناس بغضاً لعلي # وأهل بيته $ ويحبون معاوية وأمه الهاوية، ويقولون بإمامته وإمامة يزيد، ولهم خرافات كثيرة، وفيما ذكرناه تنبيه.

  ومما تفردوا به قولهم: المنافق مؤمن، وإيمانه كإيمان الأنبياء والملائكة؛ مع قوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ٨}⁣[البقرة].

[ذكر فرق الكرامية]

  وافترقوا فرقاً؛ فمنهم: الحيدية ينسبون إلى حيد بن سيف، وقيل: أخذ عن أبي عبدالله، وهم شر هذه الطائفة، ويصرحون بأنه تعالى جسم، ومن خرافاتهم ما يروون قالوا: سمي حيد بن سيف لأنه أمر بقطع رأسه فضرب عنقه فأخذ رأسه وألصقه بيده فالتصق وحيّ فسمي: حيد بن سيف.

  ومنهم الرزينية: نسبوا إلى رزين، رجل من غرسيبان، وقولهم يقرب من قول الحيدية.

  ومنهم العابدية: نسبوا إلى عثمان العابد، أخذ عن أبي الفضل العابد، وأخذ