[ذكر الحشوية النابتة]
  أمرهم، ولم يرو عن أحد من السلف القطع إلا عن مقاتل بن سليمان، ثم تبعه طائفة من الحشوية.
  فأما العدلية منهم فمنهم من قال: آي الوعيد متعارضة، وحُكي ذلك عن قوم منهم أبو حنيفة، ومنهم من قال: الوعيد في المستحلين، ويجوز أن يكون عامّاً، وهو قول محمد بن شبيب. ومنهم من يقول: الإسلام يؤثر في عقاب الكبير فيجعله منقطعاً؛ وهو قول الخالدي.
  فأما المجبرة والحشوية فيقولون: إنه يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء بناء على مذهبهم أنه لا يقبح منه شيء.
  واختلفت الخوارج وإن كان كلهم على الوعيد. واختلفت الإمامية فمن قائل بالإرجاء، ومن قائل بالوعيد، وهم الأقل. وفي العدلية من يقول بالإرجاء كما قدمنا.
  وأما الزيدية: فلم يرد عن أحد من أئمتهم القول بالإرجاء.
[ذكر الحشوية النابتة]
  وأما الحشوية النابتة هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بأنهم أصحاب الحديث وأنهم أهل السنة والجماعة فهم بمعزل عن ذلك، وليس لهم مذهب معروف، ولا كتاب تعرف منه مذاهبهم، إلا أنهم مجمعون على الجبر والتشبيه، ويدّعون أن أكثر السلف منهم وهم براء من ذلك، وينكرون الخوض في الكلام والجدل، ويعوّلون على التقليد وظواهر الروايات.
  ويقولون: إن الله تعالى على العرش، ويجوّزون عليه النزول والصعود، ويقولون: ما بين الدفتين كلامه تعالى وهو قديم، ويثبتون الأعضاء لله سبحانه، ويروون: له يدان كلتاهما يمين.
  ومن عجائبهم أن واحداً منهم روى أن جهنم لا تمتلئ حتى يضع الجبار فيها قدمه، ولهم ترهات كثيرة.
  ومن رجالهم: الكرابيسي، وأحمد بن حنبل؛ ضربه المعتصم بالسياط، وأحمد بن