[ذكر الحشوية النابتة]
  نصر الخزاعي؛ قتله الواثق، وإسحاق بن راهويه، وداود الأصفهاني، وغيرهم.
  ومنهم البلخي الهليلجي، قيل له: إذا قلت: إن لله أعضاء فما معنى قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١]، فقال: هذا لا معنى له.
  وسُئل أحمد بن العباس - وهو منهم - عن قوله تعالى: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ٢٥}[ص]، قال: هو الدنو، وقال: يقول بالمجالسة والمؤانسة والخلوة - تعالى الله عن ذلك -.
  وكان منهم شيخ يقال له العنبري معاذ، قيل له: الله وجه؟ قال: نعم، لا كالأوجه، قيل: فعين؟ قال: نعم، لا كالأعين؛ فعد جميع الأعضاء حتى عد الأذن والسمع والبصر، ثم سكت فقال: استحييت أن أذكر الفرج، قال الحاكي عنه: فأومأت بيدي إلى فرجي، فقال: نعم، قلت: ذكر أم أنثى؟ قال: ذكر.
  وكان منهم شيخ يقال له معاذ بن معاذ، دخل عليه إنسان أيام التشريق وهو يأكل لحماً وبين يديه لحم سكباج، فسئل عن التشبيه، فقال: هو والله مثل الذي بين يدي؛ لحم ودم، وكان معاذ بن معاذ هذا قاضياً فشهد عنده إنسان معتزلي وزكاه المزكون، فقال: لقد أحببت أن أسقطك، لكنك عُدِّلتَ لأني سمعت أنك تلعن حماد بن سلمة، فقال: أما حماد فلم ألعنه، ولكن ألعن من روى أنه تعالى ينزل يوم عرفة على جمل أحمر في قفص من ذهب؛ فإن كان حماد يروي هذا فهو ملعون، فقال معاذ: أخرجوه؛ فأخرجوه.
  ورووا عن النبي ÷ أن الله تعالى أجرى خيلاً فخلق نفسه من عرقها، وأنه لما أراد خلق آدم نظر في الماء فرأى صورة نفسه فخلق آدم على صورته.
  ورووا أنه تعالى يضحك حتى تبدوا نواجذه، ورووا أنه أمرد أجعد قطط في رجليه نعلان من ذهب في روضة خضراء على كرسي حوله الملائكة، وأنه يضع رجلاً على رجل، ويستلقي، وأنها جلسة المؤمن - تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً -.
  وقد صنف محمد بن إسحاق بن خزيمة كتاباً يسمى كتاب التوحيد، وذكر فيه