[ذكر بعض من شيوخ المعتزلة]
  الاعتزال، وذكرهم الحاكم أبو سعيد المحسن بن كرامة الجشمي في شرح العيون، طبقاتهم ورجالهم وكتبهم وتصانيفهم وعلومهم وردودهم، وكذلك ذكره أبو القاسم في كتاب المقالات، وهو مذكور في كتاب الطبقات، بل هو مفرد بهذا الشأن؛ فمن أراد علم ذلك طلبه فيما ذكرناه.
[ذكر بعض من شيوخ المعتزلة]
  وإنما نذكر وجوه شيوخهم من دون الاستقصاء على ذكر جميع علماء مقالتهم، وإنما نذكر نفثة شؤبوب(١) تدل أن وراءها عارض سكوب؛ فمنهم: طاووس اليماني، وهو من أهل خيوان، قرية من مخلاف بلد همدان، أخذ العلم عن علي بن أبي طالب #، وكان فقيهاً فاضلاً، ومنهم: سعيد بن المسيب، ومنهم: محمد بن سيرين، والحسن بن أبي الحسن البصري، ومنهم: غيلان بن مسلم الدمشقي، وصالح المري، وقد يقال: مهران، ويقال: جرير، وهو عَتَكيُّ، وأخذ التوحيد والعدل عن الحسن بن محمد بن الحنفية(٢).
  ومنهم: صالح الدمشقي، ومنهم: واصل بن عطاء، يكنى أبا حذيفة، ويلقب الغزال، ومنهم: عمرو بن عبيد بن باب، فارسي وأصله من كابل، ومنهم: قتادة بن دعامة السدوسي، ومنهم: بشير الرحال، وإنما سُمي الرحال؛ لأنه كان يغزو سنة ويحج سنة، وخرج مع إبراهيم بن عبدالله وقُتل معه، وله فضل كبير، ومنهم: أبو عمرو عثمان بن خالد الطويل الذي دعا أهل أرمينية إلى أن قالوا بالعدل والتوحيد.
  ومنهم: حفص بن سالم، وهو الذي دعا أهل خراسان إلى العدل والتوحيد
(١) الشؤبوب: الدفعة من المطر، وحد كل شيء، وشدة دفعه، وأول ما يظهر من الحسن، وشدة حر الشمس، والجمع شآبيب. انتهى من القاموس.
(٢) قف على أن الحسن بن محمد بن الحنفية أُخذ عنه التوحيد والعدل، وذلك دليل على أن الذي رد عليه الهادي # في الرسائل غيره، والله ولي التوفيق. مجدالدين بن محمد المؤيدي غفر الله لهما.