كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر الصاحب الجليل أبي القاسم بن عباد وشيء من شعره]

صفحة 385 - الجزء 1

  خدمة بني العباس للميل إلى الدنيا التي قَلّ من سلم من فتنتها، على أنهم صغّروا أهل الجبر والتشبيه، ومضيفي القبائح من أفعال العباد إلى الله تعالى، ورفعوا ونفعوا أهل العدل والتوحيد، وذرية النبي ÷ أمِنُوا في أيامهم من دولة بني العباس، وكفوا شأنهم.

  ومن أهل الرئاسة المتعلقين بمذهب أهل العدل: ملوك خوارزم إلى الآن، وهم يميلون إلى رأي المعتزلة في تقديم أبي بكر وعمر وعثمان على علي # ولا يخالفون إلا في ذلك.

  ومن الرؤساء المتعلقين بالعدل والتوحيد: أبو الفضل البلغمي، وكان في أيام آل سامان تغلب على أمرهم.

  ومنهم: أبو الحسن المزني، وهو مشهور بالعدل، ومنهم: أحمد بن الحسن في أيام محمود، كاف لأكثر ملك خراسان، ومنهم: المهلبي، وأبو القاسم عبد العزيز بن يوسف، والحسن المصعبي؛ كان وزير فلك المعالي، وسأل السيد أبا طالب # أن يصنّف له كتاباً على الفرق الضالة فصنّف له المصعبي، نُسب إليه، وهو كتاب مشهور في علوم آل محمد ÷.

[ذكر الصاحب الجليل أبي القاسم بن عباد وشيء من شعره]

  ومنهم: الصاحب الجليل أبو القاسم بن عباد⁣(⁣١)، وشهرته تغني عن تفصيل أمره، وكان واحد عصره ونسيج وحده، ولو وجد سبيلاً إلى انتزاع أهل الضلال عن دين الإسلام بفوات روحه لهان عنده، وأنفق الأموال الجليلة على ذرية آل


(١) قال ¦ في التعليق: سيأتي في آخر الجزء الثالث قول الإمام، فمن ذلك قول الصاحب الكافي أبي القاسم إسماعيل بن عباد من قصيدة أولها:

لاح لعينيك الطلل ... فكم دمٍ فيه بطل

. إلخ.

فلا يتوهم أن الصاحب الجليل هنا غير الصاحب الكافي نائب [في الأصل: ثابت] ابن شجاع، تمت كاتبه.