كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر الصاحب الجليل أبي القاسم بن عباد وشيء من شعره]

صفحة 387 - الجزء 1

  ما بين ما يظهر ماء دافق ... حتى يكون منه حي ناطقُ

  فهاهنا قد ذَلّت الخلائق ... وعزّ ذو العرش القديم الخالقُ

  ثم اختلاف الليل والنهارِ ... ومخرج الغروس والأشجارِ

  ومهبط الثلوج والأمطارِ ... جميع ذا من صنعة الجبّارِ

  والصنع لا بد له من صانع ... لا سيما مع كثرة البدائعِ

  وإنما تم بلا منازعِ ... والملك لا يبقى على التمانعِ

  وما له مثل من الأمثالِ ... ولا له شكل من الأشكالِ

  علا وجل غاية التعالي ... دل عليه مُتْقَنُ الأفعالِ

  عزّ فما تدركه الأبصارُ ... كلا ولا تبلغه الأفكارُ

  ولا له كيف ولا استقرار ... ولا له أَيْن ولا أقطارُ

  كان ولا عرش ولا مكان ... كان ولا حيث ولا زمانُ

  كان ولا نطق ولا لسان ... ولا زبور لا ولا فرقانُ

  لو كان محسوساً بعين ناظرِ ... لكان ملموساً بكف زائرِ

  وكان ذا كل وبعض ظاهرِ ... وكان ذا حد من المقادرِ

  أو صَحّ أن ينزل أو أن يصعدا ... لصحّ أن ينام أو أن يسهدا

  أو صَحّ أن يجلس أو أن يقعدا ... لصح أن يولد أو أن يلدا

  إذْ كل هذا في القياس واحدُ ... إذا أصاخ عارف أو ناقدُ

  لا بل هو الرب المليك الماجدُ ... الصمد الفرد العزيز الواحدُ

  العالم الذاتِ القديرُ الذاتِ ... يرى بلا عين ولا آلات