كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر الصاحب الجليل أبي القاسم بن عباد وشيء من شعره]

صفحة 388 - الجزء 1

  وهكذا السامع للأصواتِ ... ليس كقول فرقة الصفاتِ

  فإنها في الحكم كالنصارى ... قد أصبحت في دينها حيارى

  وحصلت في عقدها التبارا ... وثلّثت فهي تحوز النارا

  قد جهلت في قدم القرآنِ ... كمثل جهل عابد الصلبانِ

  قالت قديم ليس بالرحمنِ ... فصار هذا كمسيح ثانِ

  وقد نزعنا كل من يثلّثُ ... وكل من عهد اليمين ينكثُ⁣(⁣١)

  وكل من يلحد ليس يلبث ... وقولنا إن القرآن محدثُ

  فهكذا قد جاء في التنزيلِ ... في مُحْكَمِ القول بلا تأويلِ

  ولا بتخريج ولا تعليل ... عن خالق الخلق بلا تبديلِ

  قد خلق العالم للعباده ... وقرن الأمر إلى الإراده

  ولم يرد من عبده عناده ... ولم يحب بتة فساده

  بل أوضح الصراط للنجدينِ ... وقال يا ذا العقل والعينينِ

  اخترْ طريق الرشد من هاذين ... فلم أخبرك بقول مَيْنِ

  أزاح كل علّة للطاعه ... ولم يكلّفك بلا استطاعه

  قدّمها باللطف للجماعه ... وإنما الفائز من أطاعه

  هدى ثمود وهي تختار العمى ... أما قرأت منزلاً هذا أما

  فاسمع ولا تجلب إليك الصمما ... فقد أتى بَرْدُ اليقين أمَمَا⁣(⁣٢)


(١) وقد نزعنا: أي غلبنا بالحجة. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.

(٢) الأمَمَ محركة: البيّن من الأمر. تمت أفاده من القاموس.