[ذكر الصاحب الجليل أبي القاسم بن عباد وشيء من شعره]
  وخير هذا الخلق بعد المصطفى ... وصيه أزكى وصيّ عُرفا
  كم كربة عن وجهه قد كَشَفا ... كم غمةٍ عن نفسه قد صرفا
  لم يعرف الأوثان والأصناما ... أسبق من قد قبل الإسلاما
  وعرف الصلاة والصياما ... وعظّم المشعر والمقاما
  نام على فراشه حين طُلِبْ ... فداه بالمهجة صدقاً لا كذبْ
  بهمةٍ من غرس عبد المطلبْ ... شرابه دم العِدى إذا طربْ
  وهو الذي سلّ ببدرٍ صارمهْ ... مجدّلاً بحده الخضارمه
  واذْكُر غداة أحد مَقَاوِمَه ... وفي حنين لا تدع ملاحمه
  وانشر له من قلع باب خيبرِ ... ما سار في الناس مسير القمرِ
  مُصَحَّحاً يرويه أهل الأثرِ ... واذكر له ما بعد هذا واذكرِ
  أبسط كما شئت غدير خمِّ ... واقرأ على آذان قوم صمّ
  قد قنعوا من حمده بذمّ ... والذنب للوالد أوْ للأمّ
  أَفْصِحْ بتقريض أبي السبطينِ ... الحسن المختار والحسينِ
  ليثين نجمين معاً بدرينِ ... وللرسول النَّدْبِ قُرتَيْنِ
  ورحمة الله على المهاجره ... ثم على الأنصار خير ناصره
  كواكب الدنيا شموس الآخره ... ذوي المساعي والمعالي الطاهره
  ويلعن الله أبا سفيانِ ... ونسله ثم بني مروانِ
  أهل الشقا وفرقة الطغيانِ ... ذوي النفاق شيعة الشيطانِ
  والحكمان موضع الآثامِ ... إذ يخلعان صفوة الأنام