[ذكر الصاحب الجليل أبي القاسم بن عباد وشيء من شعره]
  وليس للنافي بهذا مُعْتَبَرْ ... فليعرفوا ما أوردوا على غررْ
  وصدْقه في الوعد والإيعادِ ... لو لم يكن حتماً على العبادِ
  لم يُدْرَ كيف الصدق في المعادِ ... فليتنبه صادق العنادِ
  وقاتل النفس لَدَيْنَا فاسقُ ... لا مؤمن حقاً ولا منافقُ
  والكل في تفسيقه موافقُ ... قولي إجماع وخصمي خارقُ
  قد عَرّفتنا المعجزات المُؤْثَرَهْ ... أن جميع الأنبياء برره
  قد نُزهوا عن مثل كيد السحره ... فاعتبروا أمر العصا والشجره
  وخيرهم آخرهم محمدُ ... صلى عليه ربه المُوَحَّدُ
  قامت دلالات له لا تجحدُ ... ذل لها وحار فيها العُنَّدُ
  أوضحها القرآن وهو كافي ... فيه الدليل والبيان الشافي
  صين عن التحريف والتنافي ... فأعجز الناس بلا خلافِ
  وقد تحدى عنده كل العربْ ... وكل من عدّ فصيحاً وخطبْ
  وكل من قال قريضاً وكتبْ ... فعجزوا بعد احتيال ونصبْ
  وفيه أخبار جميع المللِ ... والأنبياء سالفاً والدولِ
  هذا ولم يعرف بحفظ النحلِ ... فكان من وحي عليه منزلِ
  وفيه أنباء عن الغيوبِ ... قد صُدّقت بالرغم عن كذوبِ
  فطهر الله عن العيوبِ ... أحمد خير سَيّد محبوبِ
  وبعد تسبيح الحصا في يدهِ ... وذكره ما قد أتى من بعدهِ
  أرشدنا الله بحسن رشدهِ ... إذ نصح الخلق بكل جهده