[ذكر من صح عنه القول بالعدل والتوحيد من الفقهاء]
  وله أيضاً |:
  حبّ علي بن أبي طالب ... هو الذي يهدي إلى الجَنَّهْ
  والنار تصلى لذوي بغضه ... وما لهم من دونها جُنّهْ
  فالحمد لله على أنني ... ممن أوالي فله الْمِنَّهْ
  إنْ كان تفضيلي له بدعة ... فلعنة الله على السُّنَّهْ
  فلنقتصر على هذا القدر ففيه كفاية ميلاً إلى الاختصار.
  فهؤلاء الذين ذكرناهم من الرؤساء الذين عُلم منهم اعتقاد مذهب الحق، وإيثار رأي ذرية الرسول ÷ من أئمة الزيدية $ في العدل والتوحيد.
[ذكر من صحَّ عنه القول بالعدل والتوحيد من الفقهاء]
  فلنذكر من صح عنه ذلك من الفقهاء، ولسنا نذكر إلا من لا يخالف في أمره إلا المباهتون.
  فمنهم: محمد بن الحسن | أبو عبدالله الشيباني، وهو الذي قام لله ø بين يدي هارون المسمى بالرشيد لما أراد الغدر بيحيى بن عبدالله # وأراه كتاب الأمان الذي كان أنفذه إلى الديلم، وسيأتي ذكره، فرأوا الكتاب وعرفوا صحته، ولم يتجاسر أحد بالكلام، فقال محمد بن الحسن: هذا أمان لا يجوز نقضه، ومن نقضه فعليه لعنة الله، فغضب هارون وضربه بالدواة فشجّه شجّة خفيفة، وقال الحسن بن زياد بصوت ضعيف: هو أمان، فتقرب إليه المعروف بأبي البختري فأخذ الكتاب ومزّقه، وقال له: إذا كان الأمر كما يقول أمير المؤمنين فهذا يجوز نقضه، فقطعه ويده ترتعد، ولمحمد بن الحسن أصحاب كثيرة، ومن أصحابه وكتبه انتشر علم أبي حنيفة ¦.
  ومنهم: زفر بن الهذيل، وهو من متقدمي أصحاب أبي حنيفة ¦ وبلغ مبلغاً عظيماً في العلم.