[بيان سبب ذكر الإمام (ع) للمعتزلة مع الزيدية]
  فصل علي بن أبي طالب(١) # أمير المؤمنين، ويخالفوننا بأن منصب الإمامة قريش على سبيل الجملة، ويشرطون في الإمام ما نحن نشرط من الخصال والمنصب؛ إلا أنهم قالوا: المنصب قريش، قلنا: بل ولد الحسن والحسين @.
  وشرطنا: العلم والفضل والورع والشجاعة والسخاء والقوة على تدبير الأمر، وبذلك قالوا؛ فكيف يصح للمخالف دعوى الجماعة فيما هذا حاله، أو السنة في خلاف العترة؟!
  وإنما هذا كما بينا أن معاوية لما ظهر الأمر واضطر الحسن بن علي # إلى الموادعة سمّى ذلك العام عام الجماعة، وهذا معلوم للعلماء منا ومن خصومنا، فلما أجرى لعن علي # على المنابر وسماه سنة سمى ذلك عام السنة؛ فصارت تدين بلعن علي أو ما يجري مجرى لعنه، وتوافق على تصويب معاوية اللعين وأنه أخذ الأمر وهو يستحقه؛ فانظر إلى هذا الأصل ما أضعفه، والأس ما أوهاه.
  فأما إضافة مقالته إلى سنة رسول الله ÷ وجماعة المسلمين فهيهات
(١) قال ¦ في التعليق: وروى الفقيه حميد الشهيد عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله ÷: «أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب فمن تولاه فقد تولاني، ومن تولاني فقد تولى الله، ومن أحبه فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله» رواه بإسناده إلى المرشد بالله بسنده إلى عمار.
ورواه أبو علي الصفار بإسناده إلى عمار كما يأتي، ورواه ابن المغازلي من ثلاث طرق.
وروى من حديث المناشدة بسنده إلى عامر بن واثلة عن علي عنه ÷: «الحق مع علي، وعلي مع الحق، يزول الحق مع علي حيث زال» تمت من مناقبه.
وروى بإسناده إلى أبي سعيد عنه ÷ أنه رأى علياً فقال: «الحق مع ذا الحق مع ذا» تمت من شمس الأخبار.
وروى في المحيط بإسناده إلى ابن أبي اليسر قال: (كنت عند عائشة فدخل مسروق فقالت: من قتل الخوارج؟ قال: علي #، قالت: سمعت رسول الله ÷ يقول: «يقتلهم خير أمتي من بعدي، وهو يتبع الحق، والحق يتبعه»).
قال في المحيط: وهذا خبر معروف بين أصحاب الحديث لايدفعه أحد منهم.
وسيأتي الخبر عن عائشة: «يقتلهم خير الخلق والخليقة، وأقربهم عند الله وسيلة» وذكر من أخرجه.