[كلام بليغ للإمام (ع) في التبيين لفقيه الخارقة]
  هيهات؛ لن يصل إلى ذلك، وقد شاركته فرق الإسلام في الدعوى فانتفى الاستحقاق إلا بالبينات - وهي البراهين - ولن يجد سبيلاً إلى ذلك، وأنى له بذلك، ومن دونه خرط القتاد، وسفّ الرماد، وحرّ الجلاد، وجمر الغضا، ووخز السفا(١)، وسمّ الأراقم(٢)، وحزّ الغلاصم، فتفهّم ذلك تجده كما ذكرنا إن شاء الله تعالى:
  إنا إذا مالت دواعي الهوى ... وأنصت السامع للقائلِ
  واصطرع القوم بألبابهم ... نقضي بحكم عادل فاصلِ
  لا نجعل الباطل حقاً ولا ... نلفظ دون الحق بالباطلِ
  نخاف أن تسفه أحلامنا ... فَنَخْمُلَ الدهرَ مع الخامل
[كلام بليغ للإمام (ع) في التبيين لفقيه الخارقة]
  وإن من أعجب العجائب - وما عشتَ رأيتَ العجب - أن ضلاَّل الأمة وشُذَّاذها صارت تنازع أهل البيت دين أبيهم وجدّهم، وأهل البيت $ أعرف بما نزل فيه، والعوام تقول: ولد الصانع أعرف من المتعلم سنة، ومن أمثال العرب: تعرّفني بضب احترشته.
  وقد صار الفقيه الذي نازع وساجل، وآذى وكاشف وباذى، وقد كفانا العفيف الحيي، النبي العربي ÷ شرّ جوابه بما قال في باغض ذريته: إنه أحد ثلاثة لا خير في واحد منهم، وسنذكره مسنداً في بابه.
  وقد تعدى صاحب الخارقة إلى أن قال: ألآي المحتج بها في رسالتنا النافعة جاءت على غير نظامها، وقد عاب اللفظة المحتملة، والحروف المشكلة وردت
(١) كل شجر له شوك.
(٢) الأراقم جمع الأرقم: وهو أخبث الحيات وأطلبها للناس، أو ما فيه سواد وبياض، أو ذكر الحيات، والأنثى رقشا. انتهى.