[أسئلة الإمام (ع) التي امتحن بها فقيه الخارقة]
  وهو نسيج وحده في العربية جرَّاه، وفي رواية المفصل عن عاصم الجر، وهل للجر وجه غير المجاورة فما هو؟ وهل قول أحد بالنصب فمن هو؟
  ١٩ - وما تقول في قول الشاعر:
  لم يبق إلا أسيرٌ غيرُ منفلت ... وموثقٌ في عقال الأسر مكبول
  وما في موثق من وجوه الإعراب غير المجاورة؟
  ٢٠ - وفي قول الشاعر:
  وهل أنت إن ماتت أتانك راحل ... إلى آل بسطام بن قيس تخاطب
  ما موضع تخاطب من الإعراب؟ ولسنا نجهل أنك تأتي بالمعهود، ولكن نريد تعريفك أن بحر العلماء عميق، وأن لهم في غير علمك جو وسيع(١)، وحمى مريع، لم ترتع فيه سائمتك، ولم ترده حائمتك، ليس بعشكِ فادرجي، ولا ببيتك فاخرجي.
  ٢١ - وأخبرنا ما حد الكلام وما حد الكلم وهل يسمى الكلام كلماً وينعكس بكل أم لا؟ وأوضح مما يتألف الكلام وينتظم، وعلى كم ينقسم، وما أحكامه إذا وضح لك انقسامه؟ فإن قلت هو ثلاثة: اسم وفعل وحرف كما وُضِع لأنه إما أن يكون ذاتاً أو حدثاً عن ذات أو واسطة بين الذات وحدثها قيل لك: هذه قسمة لا تحصر فأطرق كرى وانظر ماذا ترى.
(١) قال ¦ في التعليق: لعل أن مخففة، والجملة خبر، ويكون اسمها ضمير شأن محذوفاً، أو مثقلةً والحذف جائز مع الحروف المشبَّهة في الشعر وغيره، والغالب كون الاسم ضمير شأن، ومن غيره:
أي ولكنك. ... ولكنَّ زنجيٌ عظيم المشافر
وقوله:
وليت رفعت الهم عني ساعة
أي: وليتك هذا على قولٍ، وبعضٌ قال: الحذف حسنٌ اختياراً مالم يؤد حذف الاسم إلى أن يلي أن وأخواتها فعلٌ وإلا فقبيح، وبعضٌ قال: هو حسن إن لم يلها اسم يصح عملها فيه، والله أعلم.