كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كتاب محمد بن أبي بكر - | - إلى معاوية وجوابه عليه]

صفحة 444 - الجزء 1

  أين عيينة بن حصن من محمد بن أبي بكر |؟! وأين أبو الأعور السلمي من عمار؟! وأين عمرو بن العاص شاني رسول الله ÷ من هاشم بن عتبة المِرْقال؟!

[كتاب محمد بن أبي بكر | إلى معاوية وجوابه عليه]

  إن شئتَ روينا لك ما رفعه عمر بن سعيد بإسناده إلى محمد بن أبي بكر أنه كتب إلى معاوية: من محمد بن أبي بكر إلى الغاوي معاوية بن صخر، سلام على أهل طاعة الله ممن هو سلم لأهل ولاية الله - والكتاب طويل نذكر زبدته - ذكر محمداً ÷ وأثنى عليه بعد حمد الله بما هو أهله، ثم ذكر علياً وفضائله، ثم ذكر معاوية فقال:

  وأنت اللعين ابن اللعين⁣(⁣١)، لم تزل أنت وأبوك تبغيان لدين الله الغوائل، وتجهدان على إطفاء نور الله، تجمعان على ذلك الجموع، وتبذلان عليه الأموال، وتحالفان عليه القبائل، على ذلك مات أبوك، وعلى ذلك خَلَفْتَه، والشاهد عليك من يأوي ويلجأ إليك من بقية الأحزاب ورؤوس النفاق، والشناة لرسول الله ÷.

  والشاهد لعلي على فضله المبين، وسبقه القديم، أنصاره الذين ذكرهم الله في كتابه من المهاجرين والأنصار، فهم معه كتائب وعصائب، يجالدون بأسيافهم عليه، وتهراق دماؤهم دونه، يرون الفضل في اتباعه، والشقاء في خلافه، فكيف - لك الويل - تعدل نفسك بعلي وهو وارث رسول الله ÷ ووصيه وأبو


(١) قال ¦ في التعليق: وهذا الكتاب وجواب معاوية رواهما نصر بن مزاحم المنقري، وقد مر توثيق ابن أبي الحديد له، وهو من رجال مجموع زيد بن علي #، وذكرهما المسعودي في مروج الذهب فانظر إلى غضب معاوية كيف بلغ به إلى النطق بالحق، وذلك مصداق الحديث: «لاتزال الحكمة تلجلج في صدر المنافق حتى ينطق بها لسانه».

ومحمد بن أبي بكر هو الذي قال فيه رسول الله ÷: «يكون غيظاً على الكافرين والمنافقين» في رواية إبراهيم الثقفي في كتاب الغارات، وقد نقلته فيما يأتي.

وكذا روي أنه دعا له رسول الله ÷ فقال: «اللهم بارك فيه واجعله محباً لأهل بيت نبيك» من رواية الهادي بن إبراهيم، وفيه: فقالت عائشة: (فقاتلني والله بالبصرة مع علي فذكرت الدعوة) انتهى.