كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر رؤيا هند بنت عتبة وتعبير الرسول - ص - لها]

صفحة 443 - الجزء 1

  يا رسول الله نعم، قال: «اخرجي يا عدوة الله من بيتي، فقد جددت عليّ أحزاني، ونعيت إليّ أحبابي»، فخرجت غضبى تجرّ ذيلها، فقال رسول الله ÷: «اللهم العنها والعن نسلها»، فقلت: يا رسول الله أو ليس قد أسلمت؟ فقال: «والله ما أسلموا إلا رعباً وفرقاً من السيف»، فقلت: يا رسول الله فبين لي رؤياها.

  قال: «أما ما زعمت رؤياها أن الشمس طلعت عليها؛ فإن تلك الشمس التي طلعت عليها فعلي⁣(⁣١) بن أبي طالب، وأما القمر الذي خرج من فرجها فابن لها يناوي علي بن أبي طالب وهو معاوية مفتون فاسق جاحد لله فتلك الظلمة التي زعمت، ورأت كوكباً خرج من القمر أسود فشد على شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس فابتلعها فاسود لابتلاعها الأفق فذلك ابني الحسين يقتله ابن معاوية؛ فأما الكواكب المسودة التي أحاطت بالأرض من كل مكان فتلك ملوك بني أمية يقتلون ولدي وينالون من أهل بيتي حتى يملك منهم أربعة عشر».

  أردنا أيها الفقيه أن نبين لك أن العجوز ملعونة مع ولدها وزوجها وولد ولدها، وأن القوم ما أسلموا لولا مخافة السيف، استسلموا لأجلها، فلما تنفس خناقهم نجم نفاقهم وظهر ما كان في نفوسهم، ولم يتمكنوا من رفع الإسلام جملة فضربوا بفُؤُوس ضلالتهم في قواعده الراسية وهم أهل بيت النبي ÷ فنالوا منهم ما شفوا به غلتهم، وبرّدوا به حرارات قلوبهم، ولذلك لعنها رسول الله ÷ ولعن نسلها، ومعاوية سلطان نسلها وأعظمهم درجة عند أهل ولايته وأنصار إمامته الفجرة.


(١) هكذا في الأمهات بزيادة الفاء في الخبر كما هو رأي الأخفش وقدماء أئمة العترة، ومن شواهده قول عدي بن زيد:

أرواحٌ مودع أم بُكُورُ ... أنت فانظر لأي ذاك تصيرُ

وقول الآخر:

وقائلةٍ خولان فانكح فتاتهم

تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.